في هذه الأيام تمر الذكرى السنوية الأولى لرحيل العلامة السيد هاني فحص ، وبهذه المناسبة أحببت أن أوجه له رسالة علنية ومباشرة أخبره فيها عن الأوضاع العربية والإسلامية ، كي يكون مواكباً لما يجري ويطلع على التطورات والأحداث التي كان يحرص على متابعتها بشكل يومي وتفصيلي .
سماحة السيد
تأتي ذكراك السنوية الأولى لرحيلك فيما يواجه المسجد الأقصى في القدس المحتلة محنة جديدة من المحاولات الصهيونية الخطيرة للسيطرة عليه وتدميره، ويقف أبناء فلسطين الأبطال لمواجهة هذه المخططات الصهيونية في حين أنّ العالم العربي والإسلامي يكتفي ببيانات التنديد والإستنكار ، لكن كلنا أمل وكما كنت تتحدث دوماً أنّ فلسطين ستبقى رمز إشعاع المقاومة ولن يخيب الفلسطينيون الأمل في مواجهة الإحتلال .
وفي لبنان ها هم الشباب الأبطال يعيدون الحيوية للحياة السياسية والإجتماعية من خلال تحركاتهم الإحتجاجية المتواصلة ورغم كل أشكال القمع والمحاولات الهادفة لإنهاء هذا الحراك الشبابي – الشعبي الإحتجاجي ضد الفساد والطبقة السياسية الفاسدة، وأنت كنت دوماً لديك الثقة الكبيرة بالشباب في لبنان والعالم العربي لأنّهم أمل التغيير .
وأما في اليمن وسوريا والبحرين ومصر وليبيا فالصراعات مستمرة ولا حلول قريبة والدماء والدمار يملآن الشوارع فيما تشهد الدول الأوروبية والبحر المتوسط أبشع مشهد مأساوي للاجئين السوريين وغيرهم من اللاجئين من دول عربية وافريقية ، لكن العراق ورغم ما يعانيه من أحداث أمنية وصراعات سياسية فقد بدأ يشهد أيضاً تحركاً شبابياً وإصلاحياً من أجل الدعوة للإصلاح ومواجهة الفساد وقد تعرض هذا التحرك لضغوط كبيرة لكن المرجعية الدينية في النجف والتي كنت تدافع عن خياراتها دوماً دعمت التحرك والإصلاح وهاهو العراق يعود ليقدم لنا مشهداً وحدوياً لا طائفياً ، وكلنا أمل أن يستمر هذا التحرك حتى إقامة دولة مدنية عادلة تصبح نموذجاً لكل الدول العربية والإسلامية.
أمّا إيران فقد نجحت في التوصل إلى اتفاق دولي مع الدول الكبرى حول ملفها النووي ممّا سيفتح الباب أمام تغيرات مستقبلية لصالح العالم العربي والإسلامي إن شاء الله .
سماحة السيد
أحباؤك وتلامذتك ورفاق دربك لا يزالون يواصلون المسيرة التي بدأتها فكرياً وسياسياً وشعبياً وها هي الندوات عن فكرك والإصدارات لكتبك متواصلة ونحن اليوم نشهد حراكاً فكرياً اسلامياً في كافة الإتجاهات وخيار الدولة المدنية يتقدم ، فيما تتعثر التجارب الإسلامية السياسية ، ونحن دوماً سنظل نطرح الأسئلة والإشكالات على كل تجربة سياسية وفكرية جديدة للوصول إلى الافضل وستبقى فلسطين والقدس على رأس الأولويات والإهتمامات رغم صعوبة الأوضاع .
سماحة السيد
نحن لسنا بخير لكننا محكومون بالأمل ومطمئنون للتغيير نحو الأفضل وطمئنّا عنك في عليائك .