خرج المتحاورون امس بارتياح لكن من دون نتائج في ايّ من الموضوعات المطروحة، ربما هو ارتياح ينطلق من تعامل اطراف طاولة الحوار على قاعدة ان وظيفة الطاولة انتظارية وواجبها ان تبيع المواطنين كلاما جميلا وفعلا مؤجلا الى اجل غير مسمى هذا ما حصل باختصار على طاولة الحوار.
لكن في الخارج يدخل الحراك المدني في اختبار جديد يتمثل في قدرته على تطوير الحراك وتصعيده وسط محاولات مستمرة لتقويضه بحسب ما يؤكد ناشطون في الحراك المدني. لذا فيما يستمر الحراك يبقى السؤال حول قدرة الحشد وسط استعدادات لاختراقه بالقمع او بوسائل خبيثة كما حصل امس حين هاجمت مجموعة ادعت انها جماعة الرئيس نبيه بري مخيم المضربين عن الطعام بحجة تعرضهم في شعاراتهم لشخص الرئيس بري.
وتزامنا مع انعقاد جلسة الحوار في مجلس النوّاب، اعتصم ناشطو الحراك المدني أمام مبنى "النهار" في وسط بيروت، لمنع دخول أطراف الحوار إلى الجلسة، وفق ما اعلن القيمون على حملة "طلعت ريحتكم"، الا ان المتحاورين وصلوا الى المجلس، فيما دارت خارجا مواجهات بين بعض الناشطين الذين حاولوا تكرارا ازالة العوائق الحديدية بالقوة للدخول الى مجلس النواب، واستقدمت التعزيزات الامنية الى مكان الاعتصام، وتم توقيف عدد من الشبان. ما اثار غضب المعتصمين فما كان من عناصر "مكافحة الشغب الا ان تخطت في شكل مفاجئ الحواجز الحديدية، نحو المتظاهرين، على جولات متكررة، ولاحقت عددا من الشبان والشابات. وأشار الصليب الاحمر الى نقل 4 اصابات في صفوف المتظاهرين جراء الاشتباكات مع القوى الأمنية.
وبعد سلسلة احتجاجات قام بها ناشطو الحراك المدني تمّ الافراج مساء عن جميع الذين اعتقلوا نهار امس. ونقلت قناة MTV عن مصدر امني امس ان قراراً كان قد اتخذ منذ يوم الاحد بأن لا تهاون ولا تساهل مع من يستفز القوى الامنية كلامياً او جسدياً، او من يرشق هذه القوى بالحجارة وزجاجات المياه. فيما أكد الناشط في حملة "طلعت ريحتكم" عماد بزي، في حديث تلفزيوني، أن استهداف الناشطين صباحاً كان هدفه إنهاء الحراك من قبل السلطة السياسية، معتبراً أن هذا الأمر يؤكد قدرة الناشطين على التأثير في الرأي العام.

وكانت جلسة الحوار شهدت هدوءا ملحوظا اكده جميع المشاركين الذين ابدوا تفاؤلا نسبيا وركزت المناقشات على "مقاربات سياسية ودستورية لكيفية حصول اختراق في بند انتخاب رئيس للجمهورية وغيره من المواضيع، ومحاولة البناء على القواسم المشتركة في المداخلات لتوسيعها في الجلسات المقبلة"، وفق ما جاء في بيان تلاه الامين العام للمجلس عدنان ضاهر، مشيرا الى ان "المجتمعين اكدوا دعم الحكومة لتنفيذ القرارات المتخذة لمعالجة الملفات الحياتية الاساسية".