الجولة الثانية من طاولة الحوار ستعقد في المجلس النيابي ظهر اليوم، وسط حصار شعبي ودعوات من قبل منظمات «الحراك المدني» للمواطنين للنزول منذ التاسعة صباحاً الى امام مبنى جريدة النهار تمهيداً لاغلاق جميع المداخل المؤدية الى ساحة النجمة، مما سيرفع سقف المواجهة بين المتظاهرين والقوى الامنية الذين اعدوا خطة انتشار واسعة و«زنار أمني» لتأمين وصول المشاركين في طاولة الحوار الى المجلس النيابي وعدم قطع جميع المداخل. وافادت معلومات مؤكدة ان القوى الامنية لن تسمح بقطع كل المداخل وستؤمن مدخلاً لوصول اقطاب طاولة الحوار، علماً ان «الحراك المدني» لم يلجأ في 9 ايلول الماضي موعد الجلسة الاولى الى قطع الطرقات امام المشاركين بالحوار بل عمد الى رشقهم بالبيض والحجارة، وبالتالي فان خطوة «الحراك المدني» تشكل مرحلة متقدمة في التصعيد مع الطبقة السياسية والتي بدأت طوال نهار أمس من أمام وزارة المالية لوقف دفع رواتب النواب الى وزارة البيئة وصولاً الى اعتصام ليلي امام وزارة الداخلية حتى الافراج عن المعتقلين الـ 17 الذين شاركوا بالتحركات السابقة.
وفي المقابل، فان القوى الامنية اعدت خطة متكاملة عبر انتشار امني مكثف في منطقتي ساحة الشهداء ورياض الصلح امتداداً الى الطرقات الرئيسية التي تؤدي الى ساحة النجمة ووسط البلد وتحويل المنطقة الى «ثكنة عسكرية» وتم استقدام تعزيزات وعناصر امنية مدنية، وتوزيع المزيد من الكاميرات، ورفع الاسلاك الشائكة التي تقطع العديد من الطرقات الرئيسية. وأفيد أن القوى الامنية ستسمح للمتظاهرين بممارسة حقهم الديموقراطي مع التصدي لاي اعمال شغب او اعتداءات على المواكب او استفزاز القوى الامنية، كما ان القوى الامنية ستؤمن وصول المشاركين بالحوار عبر مداخل لن يسمح بقطعها واعدت الخطة للتنفيذ.
والسؤال الاساس هل سيتكرر مشهد 9 ايلول بين المتظاهرين والقوى الامنية؟ علماً ان دعوة «طلعت ريحتكم» للتظاهر يوم 9 ايلول كانت عند الساعة السادسة مساءً اي بعد انتهاء الحوار، اما دعوة اليوم فعند التاسعة صباحاً وتحت عنوان قطع كل المداخل المؤدية الى وصول المشاركين الى طاولة الحوار، وهذه دعوة تصعيدية من قبل «الحراك المدني».
اما على صعيد الحوار، فان الجلسة ستكمل النقاش بالبند الاول اي رئاسة الجمهورية، ويصر الرئيس نبيه بري على ابقاء النقاشات ضمن جدول الاعمال، رغم ان المعطيات السياسية لا توحي بأي معطيات جديدة في ملف رئاسة الجمهورية، وسيتم تكرار المواقف السابقة التي تحكمها الاصطفافات الداخلية، كما ان الوقائع الخارجية لا توحي بأي معطيات او خروقات على الصعيد الرئاسي، رغم ذلك يصر الرئيس بري على الحوار داخل قاعة مجلس النواب لأنه افضل من الخارج، مع العلم ان بيانات المكونات السياسية المشاركة على طاولة الحوار لم تتوقف عن الانتقادات لبعضها البعض في ظل مناخ سياسي متشنج.
واللافت ان نواباً في تكتل التغيير والاصلاح اشاروا الى حضور العماد عون شخصياً لطاولة الحوار، لكنهم لم يحسموا هذا الامر، لان القرار في النهاية «للجنرال» كون اجتماع «التكتل» في الرابية لم يتطرق الى حضور الجنرال.
لكن نواباً في تكتل التغيير والاصلاح اكدوا بأن جلسة اليوم ستكون آخر جلسة للحوار في ظل الخلافات العميقة بين المشاركين مؤكدين ان طاولة الحوار لا جدوى منها وانها «كذبة» على اللبنانيين.
كشف النائب وليد جنبلاط لمقربين «انه لم يفهم شيئا من نقاشات طاولة الحوار في 9 ايلول الا كلمة سليمان فرنجية الذي قال بوضوح «لا انتخابات رئاسية قبل ان «تنجلي» الامور في سوريا، ولذلك علينا التفكير كيف نحل ازمة النفايات والكهرباء» واكد جنبلاط ان فرنجيه يقول الحقيقة، وهذه هي الصورة الآن.
اليوم سيكون حامياً وكل الاحتمالات متوقعة.
ـ ملف النفايات ـ
وفيما يتعلق بملف النفايات فقد واصل شهيب اتصالاته لتسويق خطته التي تلقى معارضة شعبية وسياسية، وهذا ما قاله بوضوح عن اعتراضات سياسية للخطة في اللقاءات التي عقدها امس، لكنه أكد ان لا بديل منها لان النفايات ستدخل البيوت.
ومن المتوقع ان يتصاعد النقاش حول الخطة الخميس في ظل قرار حكومي بتنفيذ الخطة بالقوة، وهذا الخيار ما زال وارداً، لكن تنفيذه ارجئ الى ما بعد طاولة الحوار، رغم ان قوى سياسية حذرت منه، ودعت الى تكثيف الاتصالات مع المعترضين الذين واصلوا حملاتهم برفض اقامة مطامر في سرار عكار والمصنع والبقاع وفتح مطمر الناعمة لـ7 أيام، وهذا الرفض تبلغه جنبلاط من اهالي المنطقة المحيطين «بالمطمر» وتحديداً اهالي الناعمة بالاضافة الى اهالي الشحار الغربي.
قضية النفايات تلقي بثقلها على الحكومة وقد ابلغ الوزير محمد المشنوق المضربين عن الطعام امام وزارة البيئة والمطالبين باستقالته، انه لن يستقيل وهاجم الطبقة السياسية بعنف وحمّلهم مسؤولية فشل خطة النفايات وقال للمضربين «انكم تهاجمون الشخص الخطأ» اما اوساط الرئىس سلام فأكدت ان الحكومة لن تجتمع في الاسابيع المقبلة والرئيس تمام سلام سيغادر الى نيويورك الاسبوع المقبل للمشاركة في مؤتمر دولي لدعم لبنان بقضية النازحين.
ـ موضوع اللاجئين ـ
ودعت مصادر نيابية الى ضرورة التوقف عند تداعيات ملف النازحين السوريين وكلام العماد ميشال عون عن تحضيرات تتعلق بتوطين اللاجئين السوريين، كما طالبت بضرورة رصد الاشارات الخارجية والاهتمام الدولي عبر زيارة رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون وكذلك زيارة الرئيس الفرنسي هولاند اواخر الشهر الى لبنان والمتعلقة بملف النازحين. ودعت الى التنبه الى خطورة ما يجري، لكنها استبعدت ان يتم النقاش في هذه المسألة على طاولة الحوار رغم تحذيرات العماد عون كون الرئيس بري حدد جدول الاعمال.
ـ تأجيل تسريح العميد فاضل ينتهي الاحد ـ
اما على صعيد الترقيات المقترحة لعدد من العمداء الى رتبة لواء وبينهم العميد شامل روكز فان الاتصالات لم تتوقف، ولم يقفل النقاش في هذا الملف حتى الآن.
وفي هذا الاطار فان قرار تأجيل تسريح مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن ادمون فاضل ينتهي نهار الاحد في 20/9/2015، واشارت معلومات، ان وزير الدفاع سمير مقبل سيقوم بإجراء المقتضى قبل الاحد، عبر اتخاذ التدابير المناسبة الكفيلة باستدعاء فاضل من الاحتياط لمدة ستة اشهر فور انتهاء خدمته غير الجائز تمديدها بعدما امضى العميد فاضل 42 عاماً وفق قانون الدفاع الوطني، علماً ان وزير الدفاع كان قد اعلن بأنه لا يحبذ احداث اي تغيير في القيادة العسكرية او خلق بلبلة في الجيش.
ـ توقيف داعشيين ـ
كما أوقفت المديرية العامة للأمن العام، مجموعة ارهابية ضمت كلا من اللبنانيين (خ.ش) و(ع.أ)، لإنتمائهما إلى تنظيم داعش الإرهابي واشتراكهما مع اللبنانيين (ع.ع) و(ع.م) على تأليف شبكة ارهابية للتنظيم المذكور برئاسة اللبناني (ن.س) كانت تخطط للقيام بعمليات تفجير واعداد العبوات الناسفة لاستهداف مراكز وآليات وعناصر الجيش اللبناني والقوى الأمنية بالإضافة الى تكليف هذه المجموعة لبعض المندسين بالإنخراط بتظاهرات الحراك المدني الاخيرة في وسط بيروت والقيام بشتم المسؤولين وكتابة عبارات مسيئة ونابية على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وذلك بهدف إثارة الفتنة والنعرات الطائفية».
ـ ومسؤول امني داعشي في عرسال ـ
من جهة اخرى، نفذ الجيش اللبناني عملية نوعية في عرسال تمكن خلالها من اعتقال مسؤول امني داعشي في عرسال ابراهيم قاسم الاطرش وهو ابن شقيق الارهابي عمر الاطرش، علما ان ابراهيم الاطرش هو المسؤول عن ارسال بعض السيارات المفخخة الى الهرمل والضاحية الجنوبية واخرها سيارة جيب شيروكي. وكذلك قصف قرى منطقة الهرمل بالصواريخ البعيدة المدى وهو مَن كان يختار الاهداف، كما شارك في خطف عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي في معركة عرسال عام 2014 وقتل العديد من المواطنين باطلاق النار عليهم.
ـ حوار حزب الله ـ المستقبل ـ
الى ذلك، انعقدت جلسة الحوار الثامنة عشرة بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة بحضور المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار المستقبل. كما حضر الجلسة الوزير علي حسن خليل.
وبعد الجلسة صدر البيان التالي:
بحث المجتمعون التطورات السياسية، واثنوا على دعوة دولة الرئيس بري لانعقاد طاولة الحوار في محاولة للتفاهم على النقاط الواردة في جدول الاعمال، مؤيدين استمراره في هذه المرحلة المفصلية من حياة الوطن. وتطرق المجتمعون الى الملفات المطروحة لا سيما ما يتعلق باعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية، وايجاد الحلول للازمات القائمة التي تهم المواطنين.
ونقلت معلومات عن المجتمعين ان حوار المستقبل - حزب الله سيتواصل وهو ضروري، رغم انه لم ينتج شيئاً لكن الحوار افضل من توقفه لأن ذلك سيترك تداعيات سلبية على البلد.