أخيراً فُكّ لغز "الجثة الغامضة" التي عثر عليها شبه عارية عند أسفل احد المباني في منطقة سد البوشرية يوم الجمعة الماضي، من دون أن يحلّ اللغز الكامن وراء موتها، إذ تبيّن أنها تعود إلى ايلي لحود الشاب العشريني وليس الاربعيني كما تمّ التداول، أما السيناريو حول هذه الخاتمة المأساوية، فإن البحث لا يزال جارياً عمن كتبه، فيما اذا كان ايلي أو أشخاص آخرين.
ابن الستة وعشرين ربيعاً، الوحيد على شقيقتين كان قد غادر المنزل وهو حزين قبل اربعة ايام من مقتله، ويوم وفاته قدّم والده العسكري المتقاعد بلاغاً لدى مخفر الجديدة عن اختفائه، لكن لم يخطر بباله أن الجثة التي عثر عليها في اليوم نفسه تعود لفلذة كبده، حتى أرسل صديقه داني في الأمس صورة عن الجثة ورابطًا إلكتروني عن الخبر له، فقصد الوالد مخفر الجديدة وتأكد أن ايلي هو "عين الحدث".
ابن بلدة قب الياس وأحد سكان حي المقابر في ذوق مكايل كان يملك محلاً للاراكيل في المنطقة نفسها، وكان يمضي اكثر اوقاته فيه، عثر عليه أحد سكان المبنى عند الساعة السادسة من صباح الجمعة الماضي، "اعتقد بداية انه جريح لكن بعد التأكد من وفاته تم الاتصال بالمخفر عند حوالي الساعة السابعة صباحاً، وبعد الكشف على الجثة ومعاينة المكان تم العثور على ملابس ايلي فوق سطح المبنى لتأخذ فرضية الانتحار حيزاً من الاسباب الكامنة وراء مقتله" بحسب ما قاله مصدر امني لـ"النهار" والذي أكد عدم تعرض ايلي لأي طلقات نارية كما تداول بعض المواقع الإلكترونية.
علامات استفهام
لكن علامات استفهام عدة طرحها داني الذي عمل على إغلاق طريق الفنار بعد ساعة من تلقيه خبر موت صديقه، وقال" لم أستطع أن أتمالك نفسي، أردت بإغلاق الطريق ارسال رسالة إلى الجميع بأن الجرائم تتزايد في لبنان من دون حسيب أو رقيب، يتحدثون عن فرضية الانتحار والسؤال لماذا خلع ايلي ملابسه إن كان ينوي أن يرمي بنفسه من سطح مبنى؟ ولماذا هذا المبنى بالتحديد؟ عثرت القوى الأمنية على تيشرت خمرية على السطح في حين أن الوالد يؤكد خروج ابنه بتيشيرت بيضاء! البعض يقول إنه ضرب وسحل وعذّب، والبعض الآخر يقول إن الكدمات التي على جسده سببها سقوطه من ارتفاع سبع طبقات"، في حين لفت المصدر الأمني الى ان "تقرير الطبيب الشرعي يؤكد عدم تعرض ايلي للضرب" مضيفاً "حاول ايلي سابقا الانتحار وبنفس الطريقة حيث خلع ملابسه قبل المحاولة".
نعم "يتعاطى"
لا يشكّ داني بأشخاص معيّنين وراء موت ايلي الذي درس سنتين BT accouting"نترك ذلك للتحقيق، ولمن يقول إنه قد يكون انتحر بسبب ادمانه على المخدرات أقول انه بدأ يخضع للتأهيل قبل نحو عامين، لكن المخدرات لا تدفع أحدًا إلى الانتحار".
اتهامات وتوضيحات
لداني عتب كبير على "برّادات" مستشفى بعبدا الحكومي، بعد "أربعة أيام والجثة في براد المستشفى من دون كهرباء، تنفّخت كثيراً وفاحت منها الروائح الكريهة وبدأ الدود يغزوها. لذلك اغلقنا التابوت جيدا كي لا تفوح الروائح عند مواراته في ثرى بلدته قب الياس، بعد ان يحتفل بالصلاة على راحة نفسه في كنيسة سيدة المعونات الرعائية- ذوق مكايل".
أمّا المسؤول عن البرادات في المستشفى فردّ على الاتهامات التي وُجّهت إليه وقال لـ"النهار": "براداتنا تعمل طوال اليوم ولدينا ثلاث مولدات للكهرباء"، ولفت الى ان "الجثة ليست منفخة بل هذه أورام نتيجة سقوطه من مكان مرتفع وتعرضه لكسور في جسده، كما طلب الاهل في الامس طبيباً شرعياً للكشف عليه فاضطررنا الى إخراجه من البراد قبل ساعتين حتى نظفناه من الدم". وأضاف "من الطبيعي ان تتعرض الجثة بعد أربع أيام للازرقاق السريري وهي مرحلة تسبق الوصول الى مرحلة التحلل"، مذكراً أنه "يوم الحادث بقيت الجثة من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الثالثة بعد الظهر على الارض تحت أشعة الشمس، فلا يضعوا الحجّة في البرادات".
وختم المصدر الأمني "التحقيق مستمر على قدم وساق، الملف حوّل الى مفرزة تحرّي الجديدة، على أمل أن تظهر الحقيقة في الأيام القادمة".