لكل موقف سياسي خلفياته، ولكل تأييد لأي حراك أيضا منافع حزبية، هذه هي لعبة السياسة في لبنان، وحتى التحالف بين حزبين لا يحصل عن قناعات.
فأنطوان لحد مات..وبقي أمر دفن جثته الشغل الشغل لعدد من المواطنين الذين قاموا بتنفيذ حملة رفضا لإعادة الجثة إلى الشوف
و ما كان لافتا في الأمر غياب الموقف الرسمي لحزب الله عن المعلومات المتداولة بأنه سيعود إلى بلدته ليدفن فيها ، علما أن جيش لحد نكل بالجنوبيين وبجثث شهداء الجنوب ، فلذا من الطبيعي أن يعلن رسميا أو عبر قياداته رفضه لإلحاق العار بأرض الطهارة.
وبعد هذا الصمت في المواقف ما علينا سوى أن نعود قليلا إلى الوراء لنعلم ما وراء هذا التحفظ وبدراسة دقيقة لبداية العلاقة بين عون ونصرالله نجد الخلاصة.
ففي 6 شباط سنة 2006 وقع اتفاق التفاهم بين العماد ميشال عون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصراالله، في كنيسة مار مخايل، وعلى ما يبدو أن توقيع الإتفاق آنذاك في كنيسة كان له دلالات مهمة وواضحة لجذب الجمهور المسيحي عبر إستحصال التعاطف منهم، وبالتالي التأكيد أنه لم يقدم على أي عمل يسيء لأي معلم ديني مسيحي ككنيسة مار مارون في الجميزة.
وبهذا التصرف إستطاع العماد عون ونصرالله الحصول على إعادة جذب الشارع المسيحي إليه ومن المؤكد أن "هذا الزواج الروحي" الذي ولد في الكنيسة أصبح دينا في رقبة "حزب الله"، وما على الحزب إلا أن يرد الدين في يوم من الأيام.
وربما تحفظ "حزب الله"، وسكوته يعود إلى منع إحراج نفسه امام الكنيسة التي شهدت على اتفاق التفاهم وربما لعدم قدرته على رفض طلبها في حال أرادت إعادة جثة لحد إلى بلدته عين مطارية في الشوف باعتبار أنه مسيحيا.
وهذا الإحراج سيظهره أمام حليفه العماد عون الذي يتمتع الآن بأغلبية مسيحية بمظهر الناكر للجميل.
ختاما، يبقى السؤال هل سيوافق عون على دفن جثة لحد في لبنان إرضاء لعون إن طلبت الكنيسة ذلك؟