الاوضاع في المنطقة الى مزيد من التأزم والتعقيد وسط «زحمة» اساطيل في مياه البحر الابيض المتوسط، وعلى طول الشواطئ المحيطة في سوريا وصولاً الى بحر الخليج، وهذا ما يؤشر الى تصاعد التوترات في المنطقة والعودة الى اجواء «الحرب الباردة» بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا.
وفي ظل هذه التطورات ستقوم روسيا باجراء اكبر مناورات بحرية منذ خمسين سنة بين طرطوس وقبرص.
وقال مصدر مقرب من البحرية الروسية لوكالات صحافية ان مجموعة من خمسِ سفنٍ للبحرية الروسية مزودةٍ بصواريخَ موجهةٍ ابحرت للقيامِ بمناورات في المياه الاقليمية السورية، ويُحتملُ أن يشملَ ذلك اطلاقَ صواريخ. وأضاف انهم سيتدربون على صدِ هجومٍ من الجو والدفاعِ عن الساحل وهو ما يعني اطلاقَ نيرانِ المدفعية وتجربةَ أنظمةِ الدفاع الجوي القصيرة المدى.
وأكد وزيرُ الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا ستُجري تدريباتٍ عسكريةً في البحر المتوسط تستمر لفترة، وبما يتماشى مع القانون الدولي.
ودعا لافروف من جهة اخرى القوى الكبرى للمساعدةِ في تسليح الجيش السوري باعتباره القوةَ الأكثرَ تأثيراً في مواجهة تنظيم داعش.
ووجهت موسكو مذكرة طلبت فيها من السلطات القبرصية تحويل مسار الرحلات الجوية العادية لانها تعتزم اجراء مناورات عسكرية قبالة السواحل السورية الاسبوع المقبل.
وكانت تقارير صحافية اشارت في موسكو الى ان روسيا اصدرت «مذكرة الى الطيارين» موجهة الى هيئة الملاحة الجوية الاميركية حول المناورات التي ستتم بين مرفا طرطوس (شمال شرق) وجزيرة قبرص التي تبعد 100 كلم عنه.
واكد مصدر في وزارة الدفاع القبرصية ان روسيا اصدرت المذكرة حول المناورات التي ستشمل اطلاق صواريخ، مشيراً الى ان هذه المذكرات «امر روتيني».
ولا يزال هناك احتمال بالا تقوم روسيا بالمناورات في التواريخ المحددة من بينها بين 14 و17 ايلول الحالي.
وتابع المصدر القبرصي لوكالة فرانس برس «ربما يجرون المناورات او لا، الا ان التواريخ تم حجزها».
وجاء في نسخة عن المذكرة نشرت على موقع هيئة الملاحة الجوية الاميركية احداثيات المكان الذي ستتم فيها «مناورات للبحرية الروسية» من ضمنها «تجارب اطلاق صواريخ» بين 8 و15 ايلول.
وكان لافتاً ما ذكرته صحيفة الوطن السورية بان روسيا قررت اقامة قاعدة جديدة في مدينة جبلة السورية لتأمين مساعدات للجيش السوري، بالاضافة الى ما تقوم به قاعدة طرطوس البحرية في هذا المجال، وبالتالي، فان قاعدة جبلة تسمح بتواجد للجيش الروسي على الارض السورية.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية امس أنها أرسلت إلى مطار اللاذقية في سوريا طائرات نقل عسكرية تحمل مساعدات إنسانية للمدنيين.
وفي تصريح صحفي قال المتحدث باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف إن الشحنة تحتوي على احتياجات أساسية ومواد غذائية، إضافة إلى تجهيزات ضرورية لإقامة مخيم يتسع لأكثر من ألف نازح.
وتأتي المناورات الروسية، وسط تقارير غربية وإسرائيلية عن تعزيز موسكو وجودها في سوريا وإرسال جنود وأسلحة متطورة شملت طائرات «ميغ 31» الاعتراضية و«سوخوي 30» متعددة المهام، وكذلك نظام «أس. أي22» والمعروف في روسيا باسم «بانتسير-أس1».
وقالت مصادر غربية إن القوات الروسية هي التي ستشغل نظام التحكم وليس السوريين، وإن بعض مكوناته وضعت في مطار حربي قرب اللاذقية.
وأفاد مصدر روسي قريب من البحرية بأن هذه لن تكون المرة الأولى التي ترسل فيها موسكو صواريخ «أس. أي.22» لسوريا. وذكر المصدر أنه تم إرسال ذلك النظام عام 2013، وأضاف «هناك خطط الآن لإرسال دفعة جديدة».
وتؤكد روسيا أن المعدات التي ترسلها لسوريا تعد جزءا من عقود سابقة، وهي من تعزيز قدرة النظام على مجابهة تنظيم الدولة الإسلامية، وأن الخبراء العسكريين الروس موجودون في سوريا منذ سنوات من أجل تدريب الجيش السوري.
التقارير الاعلامية» اشارت الى تدفق عربات مدرعة ودبابات حديثة واسلحة روسية اخرى إلى سوريا عبر مطار باسل الأسد الدولي بالقرب من اللاذقية، مستندة إلى مصادر استخباراتية اميركية التي «اكدت» حركة نشطة هناك عبر اقمارها الاصطناعية.
وعززت روايتها بتصريح منسوب لمسؤول عسكري رفيع المستوى أدلى به مؤخرا لوكالة «رويترز» للأنباء معتبرا توريد الاسلحة «تحولا هاما .. وخطوة نوعية» في الاستراتيجية الروسية وعلاقتها بسوريا. المصادر الأميركية رصدت وصول «ثلاث طائرات نقل عملاقة على الأقل» للأراضي السورية، فضلاً عن سفن شحن تحمل على متنها عربات مدرعة لنقل الجنود».
وأوضحت أن طائرتين كانتا من طراز «انطونوف 124»، والثالثة طائرة مدنية، انطلقت في سيرها من قاعدة جوية في جنوبي روسيا ناقلة القوات الروسية، ربما من طراز «اليوشن»، حلقت فوق الأجواء البلغارية واليونانية «ويعتقد» انه كان على متنها عناصر من القوات المسلحة الروسية.
«المصادر الإعلامية» تضمنّت صحفاً عربية موالية للسياسة الأميركية، والتي زعمت أنها رصدت وصول خبراء عسكريين روس لسوريا منذ بضعة اسابيع»، انكبوا على توسيع بعض مدارج هبوط الطائرات، لا سيما في الشمال السوري».
وأردفت مطلع الأسبوع الجاري ان سوريا طالبت تزويدها بطائرات مروحية هجومية من طراز «ام آي-28». واضافت ان الجانب الروسي اقام بيوتاً جاهزة «تكفي لايواء بضع مئات» من الافراد؛ ومعدات متحركة للتحكم بحركة الطيران مما يدل على ان مجمل ما تم رصده، ومن ضمنه قوات روسية خاصة، يؤشر على نية روسيا انشاء محطة متقدمة لمراقبة حركة الطيران انطلاقاً من مطار باسل الأسد الدولي. وفي أحدث التقارير «الاعلامية» قال مسؤولان غربيان ومصدر روسي لوكالة «رويترز» للانباء ان موسكو سترسل صواريخ متقدمة من طراز «اس ايه-22» مضادة للطائرات الى سوريا.
واوضح المسؤولان الغربيان أن القوات الروسية اقدر على تشغيل المنظومة من القوات السورية. امام هذا المشهد، ما كان بوسع واشنطن إلا الإعراب عن قلقها لا سيما من «جهود راهنة لتعزيز نظام (الرئيس) الأسد والتي ينطوي عليها حالة زعزعة الاستقرار،» كما وصفها الناطق باسم البنتاغون، بيتر كووك، مطلع الأسبوع.
الخيارات العسكرية لروسيا
واعلنت روسيا عن تزويدها سوريا بنظام دفاع جوي متطور من طراز «بانتسير اس ايه 22،» مما سيعمّق القلق الأميركي ودول حلف الناتو، لا سيما تركيا، التي ما انفكت عن المطالبة بانشاء «منطقة حظر للطيران» في الشمال السوري.
وعليه، تجسد الرد الروسي الرامي لحماية اجواء وسيادة الدولة السورية ودق إسفين في توجهات الغرب لتقسيم سوريا.
الجيش الاحمر في سوريا،وهذا سيحدث تبدلاً في المعادلات السورية على الارض مع تأكيد صحف اسرائيلية ايضاً الاسبوع الماضي ان ايران ارسلت قوات برية ايضا الى سوريا.