اثار مؤتمر "جماعات العنف التكفير: الجذور والبنى والاطر التنظيمية" ،والذي عقد ما بين 9 و10 ايلول الجاري بدعوة من المركز الاستشاري للدراسات ومركز الحضارة لتنمية الفكر الاسلامي والمركز الاردني للدراسات والمعلومات ،الكثير من النقاشات والاشكالات والاسئلة سواء داخل اروقة المؤتمر او على مواقع التواصل الاجتماعي او في بعض المواقع الالكترونية ووسائل الاعلام، وقد اصدر البعض اتهامات مسبقة للمؤتمر قبل انعاقده والاطلاع على مضمون الابحاث والنقاشات بانه مجرد عمل اعلامي سياسي ترويجي لايران وحزب الله او انه يركز على داعش والسلفية السنية ولا يتحدث عن حزب الله او السلفية الشيعية او انه لا يتحدث عما يجري من اعمال عنف في سوريا من قبل النظام وحزب الله ، كما انه خلال المؤتمر حصلت نقاشات عديدة وصريحة حول عنوان المؤتمر والمصطلحات المستخدمة وكانت وجهات النظر غير متاطبقة، ونظر لضيق الوقت فقد اضطر المنظمون احيانا للطلب من المتحدثين انهاء المداخلات كما حصل من قبل رئيس احدى الجلسات والوزير السابق الدكتور طراد حماد وهو من حزب الله مما اثار انزعاجه ، وكما جرى ايضا مع الدكتورة هلا رشيد امون مما ادى لانزعاجها وخروجها من المؤتمر ونشرها معلومات غير دقيقة حول اسباب انهاء المداخلة.
كع ان العديد من المشاركين في المؤتمر وهم من تيارات اسلامية متنوعة وتيارات علمانية ويسارية وشخصيات اكاديمية ودينية اكدوا على اهمية المؤتمر والاسلوب العلمي للمقاربات التي قدمت وللاجواء الصريحة والجريئة في المناقشات وان المؤتمر لم يحمل رؤية واحدة ولم يصدر بيانا ختاميا اتهاميا او يتبنى نظرية محددة بل كان محاولة علمية واجتماعية لفهم ظاهرة العنف الديني التكفيري بغض النظر عن الجماعات التي تتبناها.
لكن ما يمكن قوله من خلال متابعة اعمال المؤتمر ونتائجه انه كان خطوة علمية مهمة من اجل فهم ما يجري وقد طرح خلال جلساتها العديد من المعطيات والمعلومات والاراء المفيدة والمتباينة ولذلك نحن بحاجة للمزيد من المؤتمرات والحوارات العملية والاجتماعية حول هذه الظاهرة وكيفية مقاربتها، ومن ثم البحث في كيفية مواجهتها او معالجتها.