توحد اللبنانيون حول المطالب المعيشية واعلنوا التمرد على طبقة سياسية أغرقت لبنان وشعبه في وحول فسادها، حتى مل المواطنون منهم بعد ان استهترت هذه الطبقة بموضوع النفايات الذي من شأنه أن يؤدي إلى تداعيات خطيرة إن كان على الصحة أو على البلد.
وبعد أن مل اللبنانيون من طبقة الفساد و"الحرامية"، ووجدوا انهم يخسرون وطنهم والعيش بكرامة شيئا فشيئا قرروا رفع الظلم عن أنفسهم بأنفسهم وإعلان الرفض القاطع لكل السياسيين الذين طالما لعبوا على الوتر الطائفي لتحقيق مآربهم.
والسياسيون إن إختلفوا في المواقف علانية إلا أنهم يدا بيد في الخفاء، فهم يقدمون يد العون لبعضهم البعض وربما ما يحصل من بروباغندا إعلامية امام الجماهير ليست سوى محاولة للتجييش والشحن المذهبي كي يبقوا قابعين في كراسيهم ليملأوا جيوبهم دون أي محاسبة.
لكن هذه التصرفات الإستغلالية للشعب، جعلته يستفيق من غيبوبة المذهبية والعنصرية ويعلن البدء بحملة تطيهر لبنان من فساد السياسيين فأنشا عدد من الشبان حملة #طلعت ريحتكم التي وجدها كثير من الشباب الضائعين والباحثين عن لقمة عيشهم أملا لهم فالتموا حولها وقدموا لها الولاء.
لكن اللبناني كعادته يبرع في تقليد الآخرين، فأنشئت عدة حملات أخرى نذكر منها "حملة #بدنا_نحاسب،#طفح_الكيل،#الزبالة_للزبالة،#فلو_عنا،# بدنا رياحتكم #جايي التغيير
#الشعب يريد إصلاح النظام
هذه التعددية في الحملات تنطبق على المثل القائل "الطبخة إذا كترو طباخينا بتحترق"، ومعناه أن هذه نقطة سيئة تسجل في سجل اللبنانيين لصالح الطبقة السياسية، ففي حين اتفقوا جميعا ضد الشعب لجأنا نحن إلى تقسيم أنفسنا ما سيؤثر سلبا على وحدتنا في المطالبة بالتغيير والإصلاحات.
ورغم أننا ننوه وندعم ونؤيد لبنان الجديد الذي سينشأ كما يريده هذا الشعب إلا اننا ننتقد هذا التشعب والتشتت في الحملات الإحتجاجية لأنه وبكل بساطة الهدف واحد، فلماذا نخسر أمام الفساد بسبب عدم الوعي لأهمية الوحدة في هكذا وضع دقيق؟
وتعقيبا على هذا الأمر أجرى موقع لبنان الجديد اتصالا هاتفيا بالناشط في الحراك المدني الأستاذ ايمن مهنا الذي وجد في إنقسام الحملات نقاطا إيجابية وسلبية.
وقد لفت إلى أن هذا التعدد "يظهر ولأول مرة أن العالم ينظم نفسه بنفسه بعيدا عن كل الأحزاب الطائفية وأيضا تدل على حيوية وغضب في المجتمع المدني"
وأضاف أن الأهمية من الحراك ككل تحقيق انتصار وراء الآخر لكن برأيه أن السلبية تظهر من خلال كثرة المواضيع المطروحة في المطالبة حيث أنه كي ينجح أي حراك عليه أن يكون هناك مواضيع محددة واحدة، وهذا الأمر "أضاع الشعارات".
وفي رد على سؤال حول التأثير السلبي على تحقيق النتائج المرجوة أجاب "أنه هناك لجنة للتنسيق يتم التعامل بها".
وأوضح أن كثرة الشعارات تعني "إنو ما في راس واحد، ونحنا الشعب كلو" وبذلك نغير مفهوم "إنو الشعب يمشي ورا سياسي واحد".
ويرى مهنا أن الأساس والمهم في هذا الأمر أن "الشعب نزل إلى الشارع بدون أي دعوة من الأحزاب السياسية