وإن تعدوا فساد حكامنا لا تحصوها , وإن هذه الطغمة الحاكمة في لبنان هي نعمة من الله حسب إعتقادها , وحسب ما أقنعت به بعض جماهيرها التي قدّست الفساد لأنه صدر من مقدّس بشري , لا علاقة له بأي قيمٍ مقدسة , هذه هي ثقافة الاحزاب السلطوية , التي قال عنها الله :" كل حزبٍ بما لديهم فرحون " .
هذه الاحزاب السلطوية في لبنان قد لوّثت الوجدان الانساني عند أتباعها ووعدت الناس بالمن والسلوى , وعطلت عقولهم بطريقة مبرمجة على قاعدة الادلجة : بحيث أصبح التابع لها , سواء كان مستفيدا مباشرة , أو غير مباشر , أي أنه يستفيد من المستفيد الاول , وقد لا يستفيد شيئا غير الانتظار لعله يصل اليه شيء من فتات ما تبقى , لا يرى
سرقات وفساد ابن طائفته او حزبه أو حليفه أو مَنْ أحبه الزعيم فحسب , بل إنه يرى الفساد إصلاحا ويرى الاصلاح فساد .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , إنّما أهلك الذين من قبلكم أنّهم كانوا إذا سرق فيهم "الشريف" تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد , وأيمُ الله : لو أنّ فاطمة بنت محمدٍ سرقت لقطعتُ يدها.
من البديهي أن السارق ليس شريفا , وليس له علاقة بالشرف ولا بالانسانية جمعاء , إنما هذا دليل في كلام النبي صلى الله عليه وآله , على خطورة إنقلاب القيم والموازين , لأنها تحوّل السارق الى شريف , والشريف الى ضعيف , وبالتالي ضياع الحقوق والواجبات , وهلاك المجتمعات , والنماذج في عالمنا كثيرة لمن أرد التحقق .