تحت الادعاء بمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية تواصل روسيا ارسال جنودها الى سوريا للوقوف الى جانب الأسد بالتنسيق الكامل مع الإيرانيين. الخطة العسكرية الروسية-الإيرانية تحدث عنها المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان في مقال له اشار فيه الى ان التنسيق العسكري الروسي- الإيراني يجري على خطين: الأول: "هو تجميع الفرق السورية المفككة وتسليحها واخضاعها إلى نظام تدريبات بمساعدة مستشارين عسكريين روس وإيرانيين من أجل السماح لها باستئناف القتال بصورة فعالة. ومن أجل هذه الغاية أرسل الروس في الشهرين الأخيرين إلى مرفأ طرطوس عشر سفن محملة بالسلاح للجيش السوري، تضمنت ناقلات جنود مدرعة، ومدافع، وقذائف وصواريخ وغيرها. السفينة الأخيرة التي عبرت مضيق البوسفور قبل بضعة أيام كانت تحمل إسم "نيكولاي بيلتشينكوف، وهي محملة بناقلات مدرعة وذخيرة. ووفقاً لتقارير في روسيا، فقد بدأ يصل إلى سوريا مقاتلون من لواء البحرية 810 الذي كان متمركزاً في الشرق الأقصى، ومن الفرق التي كانت منتشرة في منطقة شبه جزيرة القرم. أما التوجه الثاني فيهدف الى أن تحل قوات جوية روسية محل سلاح الجو السوري لمساعدة القوات البرية السورية. وينتشر الروس في المطار العسكري الواقع بين اللاذقية وطرطوس. ووفقاً لتقارير وكالات الأنباء الأجنبية فقد جرى نشر مضادات للطائرات في المطار، ومن المنتظر وصول طوافات حربية، وطائرات حربية تابعة لفرق الدفاع الجوي الروسي. ومنع الأميركيون مرور جسر جوي روسي إلى سوريا عبر أجواء اليونان وبلغاريا، لكن بالأمس أوضح لافروف في مؤتمر صحافي بأن العتاد الحربي يصل في اطار" رحلات انسانية".
اما عن الدور العسكري الإيراني المستجد فكتب:"مئات المقاتلين من الحرس الثوري الذين وصلوا إلى سوريا هم جزء فقط من جيش الانقاذ التابع لفيلق القدس بقيادة الجنرال قاسم سليماني. كما يستخدم الإيرانيون في سوريا آلافاً من الميليشيات الشيعية التي جاؤوا بها من العراق وأفغانستان، وقد جلب هؤلاء معهم عائلاتهم وسيطروا على مبان في منطقة إدلب واللاذقية التي كان يسكنها علويون قبل فرراهم منها جراء تقدم قوات المعارضة."
في راي الكاتب ان الروس والإيرانيون قرروا العملوالتدخل العسكري في المنطقة دفاعاً عن مصالحهم، وهو لا يستبعد ان يكون الروس قد نسقوا مع السعوديين تدخلهم هذا، كما يتوقع وجود اتصالات روسية مع إسرائيل في هذا الشأن ايضاً
في المقابل اعتبر المعلق السياسي في صحيفة "إسرائيل اليوم" بوعاز بسموت ان تردد السياسة الأميركية حيال سوريا وعدم الوضوح في اهدافها وتراجع الدور الأميركي في المنطقة هو من اهم الاسباب وراء التدخل العسكري الروسي الإيراني للدفاع عن الأسد. وتساءل الكاتب: "ماذا يريد الأميركيون؟ من المحتمل انهم يريدون التخلي عن الأسد لكنهم يخشون من اليوم التالي، والنموذج الليبي يخيفهم، فاذا كانوا قد حصلوا في ليبيا محل القذافي على 50 قبيلة، فانهم سيحصلون في سوريا على 50 نوعاً من الجهاديين. لقد وضع أوباما خطأ احمر ضد استخدم بشار الأسد السلاح الكيميائي. لكن الأسد تجاهل ذلك واستخدم هذا السلاح ضد شعبه صيف 2013. وبدلاً من يهاجمه أوباما فضّل ان يتنازل، وفسر الأسد ذلك على انه علامة ضعف أميركية." في راي الكاتب الأميركيون يريدون محاربة داعش من دون ان يقدموا صورة واضحة عن مستقبل الاسد، واضاف: "اذا أراد احد ما ان يفهم السياسة الأميركية في سوريا، فعليه ان يقرا النبأ الذي صدر امس على موقع "فوكس نيوز"، عندما سئل مسؤول رسمي أميركي عما يمكن ان تفعله الولايات المتحدة حيال تعاظم القوة العسكرية الروسية في سوريا اجاب: لا شيء."
ويخلص الكاتب الى ان الخيار في سوريا اليوم هو بين السيئ والأسوأ، متوقعاً ان تستمر الحرب في سوريا لزمن طويل وان تتحول خلالها سوريا الى أفغانستان أخرى.