يعتبر الإضراب عن الطعام وسيلة من وسائل المقاومة السلمية والإحتجاج أو الضغط، حيث يكون المشاركون في هذا الإضراب صائمون ممتنعون عن الطعام، كعمل من أعمال الإحتجاج السياسي أو غيره، ومن أهم المضربين في التاريخ هو " المهاتما غاندي " الذي أضرب إحتجاجاً على الحكم البريطاني في الهند .
في لبنان لم تمنع العاصفة الرملية التي ضربت البلاد الشباب من الإستمرار في إضرابهم المفتوح عن الطعام خلال اعتصامهم أمام وزارة البيئة في وسط بيروت حتى إستقالة الوزير محمد المشنوق . الوزير المشنوق رفض إعطاء أي مقابلة صحفية للتعليق على الحراك الذي ينفذه 12 شاباً لكنه أعلن عند بداية التحركات الشبابية أنه لن يستقيل من مهامه ومسؤولياته .
أكثر من أسبوع مضى على إضرابهم المفتوح ، تخللته حالات مرضية أدت إلى نقل بعضهم إلى المستشفيات يتوجه هؤلائ الشباب إلى وزير البيئة وضميره الشخصي والوطني وإلى كامل السلطة السياسية المسؤولة في البلاد ويطالبون بإستقالته ليس بإعتباره من مذهب معين إنما من منطلقات ديمقراطية بوصفه على رأس الوزارة التي يفترض أنها أدارت وتدير ملف النفايات الذي فاحت روائح الصفقات منه مثلما فاحت روائح الزبالة في الطرق .
يقدم هؤلاء الشباب نموذجاً راقياً من تحويل الغضب الذي يختزنه المجتمع اللبناني إلى طاقة لا عنفية سلمية، ويعرضون حياتهم للخطر ويتحمل وزير البيئة ومن وراءة الدولة اللبنانية كل المسؤوليات الناتجة عن هذا الاعتصام وحياة هؤلاء الشباب حيث لن يوقفوا إعتصامهم وإضرابهم المفتوح عن الطعام . أحد المشاركين في الاعتصام وهو أحد المضربين عن الطعام وارف سليمان قال أنهم لم يتبلغوا أي رد من الوزير حول تحركهم وأنهم مستمرون من دون طعام ويكتفون بالمياه والأمصال التي تحوي أملاحاً من أجل الصمود، وجدد المطالبة باستقالة المشنوق التي تعتبر انتصار لكل الناس، وأكد صديقه أنه وزملاءه الأحد عشر مستمرون إلى حين إستقالة الوزير البيئة محمد المشنوق.
تعتبر سياسة الآمعاء الخاوية أسلوباً جديداً يعتمده الشباب في مناطق مختلفة من العالم بهدف الضغط لنيل مطالب إنسانية محقة ، أسلوب لاقى رواجاً في عالمنا العربي لدى المسجونين في لبنان وإسرائيل وها هو اليوم ينتقل ليصبح أسلوباً لدى الشباب المنادي بالتغيير.
فإلى متى سيبقى الوزير متمسكا بمنصبه، متجاهلاً هؤلاء الشباب الذين عرضوا حياتهم إلى الخطر من أجل الدفاع عن حقوقهم؟