فعلاً هو سؤالٌ وجيهٌ ومنطقيٌ "لماذا يحارب الأصلع للحصول على مشطٍ"..ينبغي أن يجيب على هذا التساؤل ،أطباء وعلماء متخصصون بعلوم الأمراض والتحاليل النفسية ،لأنه مرضٌ يصيب الكثيرين من الناس،وليس بالضرورة فقط
مرض الصلع، بل الأمراض النفسية عديدة كالهوس الجنسي والمالي والسلطوي وحب التملك والتأمر والإستئثار والقتل ،بل وحب النساء مطلقاً من أجل الحصول على الشهوات والملذات ،نعوذ بالله من هذا الفيروس القاتل، وأما الأصلع
فمرضه يحارب من أجل الحصول على المشط وهو في الحقيقة والواقع لا يحتاج للمشط للعناية بشعره غير الموجود،لكنه يحارب من أجل الحصول عليه ليبرهن أنه رجلاً والحصول على مراده وغايته..وهكذا هو الحال للطبقة السياسية
والحزبية المستأثرة في السلطة وبمقدرات الشعب على كل الأصعدة،إن كان على صعيد المجلس النيابي،أم على صعيد الحكومة ، أم في كل المؤسسات الرسمية والحكومية والدينية..هذا أشبه بالجائع الأبدي العاجز عن الشبع، وأشبه بظمئ
العاجز عن الإرتواء..وفي الواقع اللبناني هذا ما يعانيه الشعب سواء من الطبقة السياسية الفاسدة،أومن الطبقة الدينية القاتلة..من هنا لم يعد مسموحاً للآخرين أن يحاسبوا أو يفرضوا إرادتهم، لأنهم في الواقع وفي حقيقة الأمر يكون الواحد
منهم عازماً على فرض إرادته عليهم، إنه مرضٌ نفسانيٌ لأنه في الأصل هو لا يريد الحصول على المشط ،لكنه يواصل هيمنته وإزعاجه للآخرين،فالشعب اللبناني هو من أعطى الشريعة لهم وأعطاهم المشط والمرآة ،لكنهم لم يكتفوا من
الغنائم والأموال والسرقة والنهب والقتل اليومي ،ولم يتركوا لهذا الشعب حريته وحقوقه وكرامته..ولم يكتفوا ولم يشبعوا ،بل أخذوا كل شيء من المشط إلى المرآة إلى الباروكة بل حتى زرع الشعر على صلعاتهم وصلعات أبنائهم
وحلفائهم، فإنَّ قلوباً مثل قلوبكم التي تنطوي عليها جوانحكم أقسى من أن ينفذ فيها سيف الضارب، أو قلم الكاتب، أو صوت الفقير والبائس، وسيعلم الذين ظلموا وسرقوا ونهبوا أي منقلبٍ ينقلبون، والعاقبة للشعب اللبناني.