ما قبل ليل الاثنين الثلثاء لم يكن كما بعده لبيتر معوّض ابن العشرين عاما، ذاك المسعف الشجاع من الصليب الاحمر اللبناني!
كلّ الامور كانت تسير كالمعتاد، اتصال ليلي، مهمّة ليليّة، نقل مريض الى مستشفى عاليه...الى تلك الساعة المشؤومة، انها الثالثة فجرا!
اربعة مسعفين كانوا داخلها وهم رئيس مركز دير القمر خطار خطار، ماريانا موسى، شربل بو ناصيف وبيتر معوّض.أثناء العودة، رؤية سيّئة بفعل الضباب على اوتوستراد الجنوب وتحديدا قبل مفرق الشوف حينما اصطدمت سيارة الصليب الاحمر بالحاجز الحديدي جانب الطريق وكان ما كان.
الأخيران وُجِدا بفعل الارتطام خارج السيارة وبيتر بوضع حرج.
نقلوا الى مستشفى اوتيل ديو بسيارات الصليب الاحمر التي حضرت الى المكان، رفض بداية استقبالهم ثم عدل عن قراره وها هو بيتر المصاب داخل العناية المركّزة منذ يومين.
حالته وصِفت بالدقيقة بسبب ما تعرّض له من ارتجاج دماغي وكسور في "خرزات الظهر" وقد عمد الاطباء الى تخديره بانتظار تطوّر ما فيما غادر المسعفون الثلاثة الآخرون المستشفى على الفور بعد تلقي العلاج.
عرفتُه منذ زمن، عندما كان طفلا ملتزما في الرعيّة، عرفته ذكيّا حذقا موهوبا..ثم بعد فترة عدنا والتقينا، كان ذكاؤه على حاله، يسأل أسئلته الدينية التي تعبّر عن عمق روحي ويعطي أفكارا لا يجرؤ آخرون على البوح بها..ذاك المسعف الذي جعل من الانسان قضيّته!
دير القمر بلدته في حال من الصدمة، أصدقاؤه تذكّروه في محطات كثيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وزملاؤه سواء في الصليب الاحمر او في الجامعة كلهم يتألمون، الجيران أضاؤوا الشموع على الشرفات والجميع الجميع بحالة اتحاد وصلاة مع أمه وأبيه وأخيه!
واليوم الأربعاء ترفع دير القمر بيتر بصلاتها في قداس يقام عند السادسة مساء في كنيسة سيّدة التلّة سائلة الله أن يعطي إبنها الشفاء والعائلة القوة والصبر.
كطائر الفينيق سينتفض بيتر على واقعه الأليم ومن هذا الحادث كلٌّ أخذ عبرة، فمنهم من عاتب الله ومنهم من سأل عن الاسباب وآخرون يحللون وضعه الصحي الا ان الجميع أجمعوا على دعاء واحد "الله يرجعك النا بالسلامة!"