بينما يقاتل أكراد سوريا من أجل البقاء وأكراد تركيا يدفعون ثمن سياسات أردوغان ونضاله السياسي من أجل البقاء في السلطة عبر إذكاء الخطر الكردي تمهيداً لتوحيد صفوف الشعب التركي أمام جزء آخر من الشعب، يتجه الأوضاع في إيران باتجاه آخر تماماً. إذ عيّنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أول سفير سني لها من القومية الكردية وهو صالح أديبي الذي تعيينه لمنصب سفير إيران لدى فييتنام إضافة إلى منصب سفير إيران الزائر لدى كامبوديا.
القومية الكردية في تركيا غير معترف بها من قبل النظام التركي الذي يتجاهل القومية الكردية معتبراً الأكراد هم أتراك الجبال!
ولم يكن وضع الأكراد في سوريا حتى قبل اندلاع الثورة السورية أحسن مما هو في تركيا، فإن الكثير منهم لم يكونوا معتبرين من أتباع سوريا وما كان لديهم الجنسية السورية، حتى أثمرت الثورة السورية باكراً بحصول الأكراد على الجنسية، وأكثر.
أما في العراق حيث شكّل الأكراد حكومة فيدرالية كردية في كردستان، حقق الأكراد شيئاً وحصلوا على مكاسب، وهم في الطريق إلى تشكيل دولة مستقلة عن العراق.
أما في إيران ليس هناك إرادة للانفصال ولا صراع على الوجود ولا محاولة للاعتراف بالقومية الكرية، بل هناك اندماج بين الأكراد وبقية القوميات ولا يشعر الأكراد بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، بل غاية ما هناك أنهم يعانون من مشاكل كثيرة شأنهم في ذلك شأن بقية القوميات وبقية الشعب الإيراني.
إن الشعب الإيراني ليس لديه عقدة أمام الأقليات القومية والمذهبية وأم الوطن جامعة بين جميع أولادها، وحاضنة لها من العرب والكرد والأذريين، والبلوش، وغيرهم.
وعد الرئيس روحاني ببذل السعي من أجل إيصال القوميات إلى حقوقهم في المواطنة، ومنذ مجيئه أمر بتعيين مسئولين حكوميين من السنة، بدأ تطبيقه في محافظة بلوشستان بتعيين مسئولين من السنة البلوش، ووصل إلى تعيين سفير سني من الأكراد، مروراً بتعيينات من أهل السنة إلى مستوى معاوني الوزراء.
يقول صالح أديبي سفير إيران الجديد بأنه تم تعيينه منذ أكثر من عام، ولكن تم تأجيل الإعلان عنه إلى الأن، ويبدو أن الرئيس روحاني كان يتحين الفرصة للإعلان عن تعيين سفير له من أهل السنة، حتى وجد الأوضاع بعد الحصول على التوافق النووي ملائمة للإعلان عنه، إذ يبدو إنه كان يتخوف من ردود بعض الجهات الدينية الشيعية التقليدية ولكن لم يحصل أي رد على هذا التعيين من قبل هؤلاء.