ألا يكفي اللبنانيين من ازمات متعددة ومتشعبة من النفايات وامراضها وانقطاع المياه والكهرباء وعجقة السير حتى ضربتهم «عاصفة رملية» مرشحة للاستمرار زادت من معاناتهم واصابت اكثر من 50 مواطنا بالاختناق مترافقة مع درجة حرارة عالية ورطوبة قوية قطعت انفاس اللبنانيين الذين زاد من معاناتهم انقطاع التيار الكهربائي وشح المياه، فيما الدولة وكل مكوناتها في مكان آخر تفتش عن حل لازمة النفايات منذ اشهر ولم ترَ لذلك سبيلاً بسبب الخلافات على الحصص والسمسرات بين اركان الطبقة السياسية على التلزيمات والاسعار ومدى العمولة من «طن الزبالة» دون اي التفات لاوضاع الناس وما زالوا يكابرون كأن الدنيا بألف خير، وقد ادى ارتفاع الحرارة امس الى انتشار روائح النفايات في كل انحاء العاصمة والحشرات و«الذباب» مما سيسبب بمزيد من الامراض، ورغم كل ذلك فان الحكومة «مشغولة» بحوار لن ينتج شيئاً، ولن يسحب «فتيل» تحركات الشارع ومن الطبيعي في ظل السياسة الحكومية ان تكبر غداً المواجهة بين المتحاورين في المجلس النيابي والمتظاهرين في الجهة المقابلة في ساحتي رياض الصلح والشهداء الذين أعدوا لتظاهرة كبرى وحاشدة ستتحدى المتحاورين في مجلس النواب من اجل الوصول الى حلول للمشاكل القائمة.
الرئيس نبيه بري أنهى كل الاستعدادات اللوجستية لطاولة الحوار، لكن الاجواء الايجابية التي سادت فور الاعلان عن الدعوة للحوار بدأت تتبخر مع اعلان كل المشاركين على الطاولة انها لن تنتج شيئا لا رئاسياً ولا في قانون الانتخابات ولا في ملف استعادة الجنسية واقصى ما ستصل اليه تفعيل الحكومة وعقد جلسة لمجلس النواب وهذا ما يريده بري والحريري وجنبلاط من الحوار فقط.
هذا على ضفة الحكومة اما على الضفة المقابلة، «ضفة الحراك المدني» فان هذا الحراك بغض النظر عن حجمه وشعاراته ومنظميه فانه اربك الطبقة السياسية وفتح اعين الخارج مجدداً على لبنان من خلال اصوات الشباب في الساحات، والتغطية الاعلامية الموالية للحدث، فتحركت الامم المتحدة، وطالبت قمة اوباما الملك السعودي بانتخاب رئيس، وعقد مجلس الامن اجتماعاً للغاية ذاتها وستستكمل الاجراءات الدولية بزيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى لبنان اواخر الشهر وان كان طابعها موضوع اللاجئين السوريين، لكن الملف الرئاسي سيحضر بقوة مع هولاند وسينقل وجهة نظر فرنسا الداعية الى انتخاب رئيس للجمهورية. وقال هولاند في مؤتمر صحافي «ان تداعيات ما يجري في سوريا على لبنان هائلة، هناك مليون لاجئ، فمن اصل 4 لبنانيين هناك لاجئ او نازح، كما ان هذا البلد يعيش ازمة سياسية فرئيس الجمهورية لم يتم انتخابه بعد، ولدى البرلمان صعوبات لعقد جلساته، اذ يجب علينا ان نكون الى جانب اللبنانيين ولهذا سيعقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة.
هذا الحراك الدولي تنظر اليه بعض الاطراف اللبنانية بعين «الريبة» فالعماد ميشال عون يرفض رئيساً «صنع في الخارج» ويصرّ على انتخابات من الشعب، واذا كان الامر مستحيلاً حالياً، فليتم التوافق على قانون انتخابي على اساس النسبية وتجري انتخابات نيابية تفرز مجلساً جديداً للنواب يقوم بانتخاب رئيس للجمهورية، ولذلك انتقد العماد عون البطريرك الراعي وكل من يطالب بالاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية خارج الخيار الشعبي. ومن هنا اشارت معلومات ان تظاهرة التيار الوطني الحر الحاشدة كانت موجهة الى الداخل والخارج ايضاً بأنه لا يمكن تجاوز العماد عون باتفاقيات وتسويات كما حصل عام 2008 «انا الزعيم المسيحي الاقوى» ولا يمكن القفز فوق ما اطالب به، وبالتالي فان الامور الى مواجهة والبلد في مأزق وسيكبر هذا المأزق يوماً بعد يوم.

ـ تيار المستقبل ـ

واللافت ان جميع القوى دخلت الى الحوار وتعرف انه لن ينتج شيئاً، وهو للصورة فقط، فالمواقف السياسية معروفة وواضحة. في المقابل فان تيار المستقبل يرفض الانتقال لبحث اي بند آخر على «طاولة الاربعاء» قبل انهاء ملف رئاسة الجمهورية ويذكرون الرئيس نبيه بري بتوصية مجلس النواب لجهة عدم اقرار قانون انتخابي في غياب رئيس الجمهورية، حتى ان هناك قوى في 14 آذار هددت بالانسحاب من الحوار اذا لم يتم التوصل الى حل للملف الرئاسي.
كما ان حزب الله والتيار الوطني الحر والمردة والطاشناق يؤكدون ان امكانية حصول خرق في الملف الرئاسي مسألة مستبعدة جداً لان مواقف الاطراف المشاركة في هذا الاستحقاق لا تزال هي نفسها منذ حصول الفراغ الرئاسي. كما استبعدت المصادر امكانية التوافق على قانون للانتخابات على اساس النسبية، بل حتى على اي قانون آخر، لان هناك من يعطي الملف الرئاسي الاولوية. ورأت ان الخرق المتوقع قد يتم في اعادة تنشيط عمل مجلس الوزراء وعقد جلسة تشريعة لمجلس النواب ورأت ان مواقف الاطراف الاساسية المشاركة في الحوار خاصة اطراف 14 اذار بدءاً من تيار المستقبل - لا تزال ترهن الكثير من المعالجات الداخلية لما سيحصل في المنطقة في الاشهر المقبلة.

ـ الحراك المدني ـ

وفي ظل هذه الاجواء فإن الحوار لن ينتج شيئاً واصوات «الحراك المدني» ستتصاعد، والحكومة لن تلبي المطالب، رغم «الارباك» الحاصل في صفوف الطبقة السياسية من «شعارات الشباب»، ووصفهم بكل «النعوت» التي لو حصلت في غير لبنان لأسقطت حكومات وأدخلت رؤساء الى «السجون» لكن باب المحاسبة مفقود، ويبقى الامل بهذا الحراك الذي سيبدأ غداً عند الساعة الواحدة وبعد ساعة من بدء طاولة الحوار وسيستمر طوال النهار وسيكون حاشداً وضخما، وسيتحدى المتحاورين حتى تحقيق المطالب، وستواكبه القوى الأمنية بخطة واسعة للتعامل مع اي اعمال «شغب» لكنها لن تستطيع منع وصول اصوات هؤلاء الشبان الى قاعة الحوار. وعلم ان منظمات «الحراك المدني» نسقت نشاطاتها وتحركاتها وسيكون الحشد الشعبي من كل هذه القوى.

ـ الشخصية الثالثة في «داعش» بقبضة مخابرات الجيش ـ

جهاد نافع
انجاز جديد حققته مخابرات الجيش اللبناني ليل امس الاثنين في طرابلس تمثل بالقاء القبض على الشخصية الثالثة في خلية تابعة لتنظيم داعش في طرابلس وهو المدعو جهاد محمود السيد (37 عاما) بعد القاء القبض على الشخصية الاولى في الخلية المدعو ابراهيم بركات والشخصية الثانية في الخلية عمر غنوم منذ عدة اسابيع وتم نقله الى مديرية المخابرات في اليرزة.
ويعتبر المذكور جهاد السـيد من المـقربين الى أمـير التنـظـيم (ع . ب) المهاجر والذي يحمل الجنسية الاسترالية وتولى السيد مسؤولية تمويل العناصر التابعة للخلية ونقل الاموال وتلقي الحوالات المالية ونقلها بين طرابلس وجرود عرسال، وكان ناشطا في شؤون الاغاثة للنازحين السوريين وشارك في تجنيد العديد من الشباب المتشدد والذي يحمل الفكر التكفيري.
ويعمل السيد في مجال الادوات الصحية حيث توارى عن الانظار اثر القاء القبض على المسؤول التنظيمي في خلية داعش ابراهيم بركات .
وقد القت مخابرات الجيش القبض عليه في محلة القبة - طرابلس. كما نفذت مخابرات الجيش سلسلة مواجهات على ضوء اعترافات اليوم واعتقلت عدداً من المنتمين لـ«داعش».
وبتوقيف المذكور تكون الخلايا الداعشية في طرابلس والشمال في مرحلة التهاوي واحدة بعد الأخرى نتيجة الجهود الامنية لمخابرات الجيش والاجهزة الامنية الاخرى التي تتعاون فيما بينها خاصة الامن العام وشعبة المعلومات.
ونهار امس ايضا تمكنت شعبة المعلومات من توقيف الفار عبد الرحمن معرباني وهو من التبانة وينتمي ايضا لتنظيم داعش وشارك في معارك التبانة والجبل ومنذ تطبيق الخطة الامنية توارى عن الانظار حيث اوقف في مدينة شكا الشمالية.

ـ ملف النفايات ـ

اما على صعيد ملف النفايات فالحلول ايضاً تبدو بعيدة في ظل معارضة قوية من العديد من مكونات الحكومة لخطة الوزير شهيب بالغاء ديون البلديات المقدرة بـ2800 مليار ليرة للدولة اللبنانية، وهذا ما سيؤدي الى وقف العمل بمشروع شهيب حيث هدد بالاستقالة من رئاسة اللجنة الوزارية المكلفة بالنفايات، لكن الرئيس تمام سلام سيحاول تذليل الصعوبات قبل عقد جلسة مجلس الوزراء بعد ان استفحل ملف النفايات ويهدد بتعاظم الحراك المدني ونقمة اللبنانيين، كما ان الرئيس سلام يأمل بأن «يعلن» الحل للنفايات بعد جلسة مجلس الوزراء، لانه اذا عقدت الجلسة وكانت بدون نتيجة فالغضب الشعبي سيتفاقم