هي ليست المظاهرة الأولى ، بل سبقتها عدة تحركات منها ما كان سلمي ومنها ما أدى إلى حالة من أعمال الشغب بعد التصادم مع القوى الأمنية ، كما وقد سبقها اعتصام داخل وزارة البيئة قام به شباب الحراك المدني من بعد التسلل إليها ، إضافة لإضراب عن الطعام ما زال مستمراً حتى الآن دون أي نتيجة واضحة ...
تعددت الحركات المدنية والمطالب واحدة ، وهي استقالة السلطة الفاسدة تحت مبدأ "كلن يعني كلن" الذي لا يستثنى به أحد من أركانها !
وفي ظل استمرار الحراك وإتخاذه خط تصاعدي ، حيث أنّ السلطة لا زالت متشبثة بكراسيها من وزراء لنواب ، قد نقف لحظة تردد لنسأل أنفسنا لماذا سننزل يوم الأربعاء وما فائدة الحراك !
أنا قد طرحت هذا السؤال ، ما الذي سيدفعني إلى النزول لأعتصم وأحمل اللافتات ، وهم في قصرهم حول الطاولة المتفق عليها يتآمرون علينا تحت عنوان "حوار" ، ما الذي سيدفعني لأن أقف لساعات وأن أطالب بتغيير سلطة ملتصقة بمناصبها على حساب الشعب ..
لا أنكر ، بعد هذه التساؤلات أصابتني حالة يأس ، وكدت أعتكف عن المشاركة !!
غير أنّ فكرة واحدة هي من جعلتني أعدل عن قراري وهي أنهم هم أي الطبقة السياسية ، يريدون ذاك منّا ، يريدون بث اليأس في حماستنا لنتراجع فيكسبون الجولة ...
حوارهم الآن ، هم الفاشلون في الالتفاف حول طاولة واحدة ، ليس إلا "تسكينة" للحراك الشعبي ، ومحاولة لسحب بساط الرأي العام منه ...
ولهذا ، نحن سننزل ، لأننا لن نرضخ لسلطتهم ولمزايداتهم ، ولمحاولة تطهير أنفسهم من الفساد ، نحن سننزل لأن جميعهم قد تاجر بحقوقنا بصحتنا بأموالنا ، وحتى ببيئتنا ...
نحن سننزل ، لأن النجاح ليس وليد لحظة ، والتغيير لن يتم لا بمحاولة ولا بإثنتين بل بحاجة لحراك مستمر ولإعتراضات دائمة !
سننزل ، لنقول لكم حواركم لن يعنينا ، وإجتماعاتكم لن تحبط عزيمتنا ، سننزل لنقول لكم ، "ارحلوا ... وأعطونا حقوقنا " و "بدنا بحر ببعلبك"