شهدت الأيام الماضية إنفراجاً أتاحته ألمانيا أمام اللاجئين السوريين ، على الرغم من التحفظ الأوروبي من تداعيات تدفق اللاجئين على مستقبل القارة بعد أن إعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل " أن التدفق الكثيف للمهاجرين سيغير ألمانيا وأن هذا التغيير سيكون إيجابياً على البلاد" .
حيث تدور تخمينات مختلفة حول سبب كرم الضيافة الألمانية لللاجئين وبخاصة السوريين منهم حيث تستعد لإستقبال حوالي 800 ألف لاجئ مهاجر العام الجاري ما يزيد عن العدد الذي إستقبلته في العام الماضي تكلفة إستقبالهم فاقت 10 مليون يورو، وإذا تجاوزنا دافع التعاطف الإنساني مع السوريين عقب وقائع الموت المأساوية التي تعرض لها باحثون عن بر للأمان هرباً من الحرب وخاصة مأساة الطفل السوري إيلان الكردي وتخصيص ميركل 3 مليار يورو إضافية لمواجهة أزمة اللاجئين ، إلا أن لدى ألمانيا لا شك دوافع أخرى يتمثل في محاولة ضخ دماء جديدة في مجتمع يعاني من حالة شيخوخة مزمنة لم تفلح معها إجراءات الحكومة في الحد منها بتشجيع النسل ورفع معدل الولادات.
ويصعب تحديد سبب معين لفتح ألمانيا أبوابها أمام السوريين ولكنها تعطي حياة واعدة جديدة للاجئين الذين كانوا بحاجة الدول العربية القريبة منها حيث لم تتخذ دول مجلس التعاون الغنية أي خطوة لإستقبال نسبة من اللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا بعد أن إستنفرت الحرب على سوريا عن تهجير أكثر من أربعة ملايين ما يثير إنتقادات وتساؤلات حول التضامن العربي.