السعودية وقطر يديران كل السياسات التآمرية لاسقاط الحوار في لبنان، وضرب اي جهد عربي ودولي لحل الازمة في سوريا، ويعملان على بقاء العراق غارقا في بحر من الدماء وتغذية الصراعات المذهبية والطائفية، وايضا اليمن محاصرا وسط مئات الغارات اليومية التي دمرت اليمن وحولته الى خراب.
الموقف السعودي والقطري واضح لجهة اسقاط الحوار في لبنان والتعامل مع مبادرة الرئيس نبيه بري باقصى السلبية، حتى ان الدور السعودي والقطري واضح في دعم كل التحركات لضرب الاستقرار الداخلي من اجل فلتان الامور لدعم القوى الارهابية والتكفيرية، لان الهدف السعودي القطري واضح لضرب حزب الله واغراقه في لعبة الدم الداخلية لاضعافه وارغامه على سحب جزء من قواته من سوريا، لاعتقاد الدولتين اي السعودية وقطر ان دعم حزب الله للرئيس السوري بشار الاسد هو السبب الرئيسي بصمود النظام السوري، وبالتالي يجب وقف هذا الدعم باي ثمن عبر اغراق لبنان بلعنة الدم واسقاط الحوار فيه.
فالسعودية وقطر تضغطان على حلفائهما في لبنان وتحديدا 14 اذار بان يكون البند الاول على طاولة الحوار هو انسحاب حزب الله من سوريا وسحب سلاح المقاومة ومن دون هذين الشرطين لا مبرر للحوار. في المقابل فان ايران ومعها قوى 8 آذار ترفض اخذ الحوار لهذه المعادلة لا بل ان ايران تقدم كل الدعم للجيش السوري ولحزب الله في سوريا على كافة الاصعدة ولن تقبل 8 آذار بهذه المعادلة السعودية القطرية ولن تقبل ايران باي مس في الحزب ولن تقبل الدخول في اي مفاوضات مع اي دولة على حساب وجود حزب الله في سوريا او مبادلته كما تريد السعودية وقطر. فالموقف الايراني حازم وواضح حتى ان ايران ابلغت الجميع ان القرار الرئاسي في لبنان هو بيد سماحة السيد حسن نصر الله وحلفائه في لبنان ولن نتدخل وهم يقررون.
المطلب السعودي القطري بالطلب من ايران مبادلة حزب الله في سوريا مرفوض ايرانيا ولبنانيا والحزب سيبقى الى جانب الجيش السوري وكل حلفائه وبالتالي الشرط السعودي القطري اسقط الحوار قبل ان يبدأ.
السعودية وقطر تعملان على تدمير كل المنطقة العربية وكل الدماء التي تسيل في سوريا والعراق واليمن هي نتاج سعودي قطري، فالوهابية تحركت مجددا في السعودية وبكل قوة لضرب الجهود الروسية للبدء بحوار في سوريا حتى ان الوهابية في السعودية تقوم بالتنسيق الواضح مع اسرائيل في القنيطرة، وربما لقيام «خط عازل» لحماية الدولة اليهودية على ان يمتد الى شبعا في لبنان من اجل ضرب المقاومة وهذا هو الهدف الاساسي للوهابية مدعومة من قطر، فالتنسيق الوهابي القطري مع اسرائيل «واضح». وعلني، لاسقاط حزب الله الذي ضرب المخطط الوهابي وحمى سوريا من السياستين السعودية والقطرية.
الحقد السعودي والقطري واضح، والمعركة باتت شخصية عندهما ضد الرئيس السوري بشار الاسد، المطلوب اسقاطه «كشخص» ومحاسبته ارضاء للوهابية السعودية وبالتالي ذهب الملك سلمان الى واشنطن للتحريض على الرئيس الاسد، حتى انهم يحاولون ومن خلال لعبة النفط الضغط على العالم لاسقاط شخص الاسد ورفض اي حل مع الرئيس الاسد، وهذا الامر غير مفهوم مطلقا وهل وصل الحقد الاعمى بالوهابية السعودية وقطر ان يتحالفا مع اسرائيل ومع اي دولة في العالم اذا وافقت على اسقاط الرئيس الاسد.
حقد اعمى لن يبني دولة والارهاب الذي صدروه الى سوريا بدأ بالتراجع نتيجة صمود الرئيس الاسد وحزب الله، فيما الارهاب تمدد الى السعودية. وبدأ يأكل داعميه وبالتالي فالحل في سوريا بعيد جراء السياسة الوهابية القطرية، والمعارك ستتواصل والشعب السوري سيدفع المزيد من الدماء نتيجة احقاد الوهابية وقطر وكما اسقطوا كل امل بالحل في سوريا حيث ستذهب الجهود الروسية سدى فانهم سيفجرون الحل في لبنان ولن تصل طاولة الحوار الى شيء، لان الهدف السعودي القطري هو ضرب حزب الله اولاً وثانياًَ حتى ان الحقد السعودي القطري على العماد ميشال عون ليس له اي سبب الا بسبب خيارات العماد ميشال عون مع حزب الله والنظام السوري وبالتحديد مع الرئيس الاسد.
طاولة الحوار لن تصل الى اي نتيجة، ولذلك فان الرئيس بري يدرك هذا الامر جيداً وتحديداً في مسألة رئاسة الجمهورية، واعطاء قانوني الانتخاب واستعادة الجنسية وكل منا يريد من طاولة الحوار فتح دورة استثنائية لمجلس النواب وعودة التشريع فقط، اما الرئيس تمام سلام فسيحاول عودة العمل الى الحكومة ومعالجة ملف النفايات وسحبها من الشوارع اولاً لتخفيف النقمة الشعبيةعليه وبعدها ايجاد حلول مرحلي للنفايات الاسبوع المقبل خلال جلسة مجلس الوزراء.
اما بالنسبة للآلية التي يطالب بها العماد ميشال عون وصلاحيات رئيس الجمهورية فان السعودية وقطر لن يوافقا على اعطاء اي شيء للعماد ميشال عون حليف حزب الله وسيبقيان الحكومة من دون اي انتاجية وزيادة الشلل في المؤسسات، واغراق البلد بعدم الاستقرار لاغراق حزب الله بالداخل اللبناني عقابا له على مساعدته للرئيس السوري بشار الاسد، حيث لم يعد المجتمع الدولي متحمساً لاسقاط الاسد، وهذا ما جعل السعودية وقطر يخرجان عن طورهما ويمارسان اقصى السياسات لتنفيذ مآربهما لاعتقادهما ان حزب الله هو العامل الرئيسي الذي ادى الى خسارتهما المواجهة في سوريا، حيث سيكون للامر تداعيات على الوهابية في السعودية وعلى امراء قطر.