بقي الشارع واجهة الحدث السياسي امس مع تنظيم التيار الوطني الحر اكبر تظاهراته منذ قرار عودته الى التظاهر في 9 تموز الماضي. ويكتسب الحراك العوني في الشارع دلالات هامة وتأكيدا على حضور التيار الوطني مسيحياً ووطنياً.
وعمّت المواكب السيّارة لبنان من اقصى شماله الى اقصى جنوبه قبل ان تتجمع في مركز التيار في سن الفيل للانطلاق نحو ساحة الشهداء بأرقام بلغت عشرات الآلاف وقدرتها الاحصاءات بين 100 و120الف متظاهر.
وأطل رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون عبر شاشة عملاقة من ساحة الشهداء، فحيا المتظاهرين الذين علت هتافاتهم المؤيدة لمواقفه. والقى كلمة قال فيها: "يا شعب لبنان العظيم انا فخور بكم اليوم وسأبقى فخورا لانكم حافظتم على التيار الوطني الحر، وعلى الرسالة بتضامنكم واخلاصكم. وبتضامنكم واخلاقكم ستحافظون على الوطن. وكما ناديتكم بالامس ولبيتم النداء، أشكركم على اللقاء المجيد اليوم الذي سيكون بداية اصلاح لوطننا وعودة الى تاريخه". واعتذر عن الاطالة في القاء الكلمة بسبب البحة في صوته.
وسبقت كلمة العماد عون، كلمة لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل قال فيها: " نريد ان نتساوى في الدولة، لا نريد ان من يدفع الكهرباء لا يحصل عليها فيما الذي لا يدفع يحصل عليها ويقطع الطرق، ونحن يمكننا ان نقطع الطريق اذا حرمنا من حقوقنا". أضاف: "لا نقبل برئيس لا يفهم إلا بلغة الخشب، ولا برئيس للحكومة تابع، ونقول له إن لبنان سيبلعك".
وطالب اللبنانيين بـ"فتح الساحات أمام بعضهم والتلاقي وتنظيف الساحات من الزعران"، وقال: "ننادي كل حر بالنزول الى الانتخابات لنبذ كل عميل وفاسد، فنحن تيار المشاركة والشراكة. والغد نحن نصنعه بالكرامة والعزة، ولا ننتظره بالاستسلام والرضوخ".
وفي الموازاة، ومع تصاعد وتيرة التحركات الشعبية في الشارع، بدا الدعم الدولي لحكومة الرئيس تمام سلام في أوجه تثبيتا لدور المؤسسة الدستورية وللاستقرار الداخلي، فتلقى امس جرعة اضافية من الإتحاد الأوروبي خلال لقائه في السراي سفراء الإتحاد الذين جددوا التمني بانتخاب رئيس جديد للجمهورية من دون المزيد من التأخير وإقرار مجلس النواب التشريعات الملحة، بما في ذلك قانون انتخابي جديد تمهيداً لإجراء انتخابات تشريعية، واكدوا مساندة الرئيس سلام في جهوده للمحافظة على استقرار الحكومة وعملها في ضوء استمرار الجمود السياسي والفراغ الرئاسي.
أما في المقلب الحياتي البيئي الصحي، فالتقى وزير الزراعة أكرم شهيب رئيس الحكومة تمام سلام عصر امس وسلمه التقرير الذي أعده بالتعاون مع اللجنة المختصة وبالتشاور مع البلديات والجمعيات البيئية وممثلي المجتمع المدني، حول سبل معالجة أزمة النفايات.