أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنه بعد سنوات من اغتيال الرئيس الحريري، هناك من لا يزال يحاول التنكيل به وبإرثه، وقال: “اليوم نشهد حراكا في بيروت، سمعنا كثيرا دعوات إلى تكسير وسط بيروت، وبعض المشاغبين شوهوا جدران ضريح الرئيس الحريري، وآخرون كتبوا على جدران بيروت شعارات مسيئة لهم وللحراك المدني. لكنني أقول لكل هؤلاء مهما فعلتم لن يتحول ضريح الشهيد إلى ضريح لسياسته. لا زال وهو في ضريحه له الكلمة الفصل بين الحق والباطل. وسيبقى هو الميزان شاء من شاء وأبى من أبى”.
وأشار، خلال احتفال عشاء تحية لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في بلدة الشبانية- المتن الأعلى، الى أن كل الاحزاب اللبنانية مأزومة، لبنان معطل ويعيش هذه الايام ظروفا صعبة واياما عصيبة. وقال: “ما فعله الحراك هو انه اطلق صافرة انذار سمعها الجميع، وعلى الجميع ان يتحمل مسؤولية التعامل معها من داخل المؤسسات ومن قلب النظام. ان المطالبين بإسقاط النظام ما كانوا ليصلوا الى هذا المستوى من الغضب والانفعال لولا ان النظام الآن معطل بأشكال مختلفة بفعل قوة ايا يكن مستوى حضورها في البرلمان والحكومة وهي قوة وهج السلاح الخارج على الشرعية التي جعلت من الدولة هيكلا فقد الكثير من أعمدته وسط صراع سياسي نعرف أوله ولا أرى آخره اليوم. فهذه القوة من الخارج على قرار النظام أيا كانت مبرراتها، وهي بالتالي خارج القدرة على المحاسبة، اي خارج قدرة الشعب اللبناني ومؤسسات النظام على محاسبتها والتعامل معها بالقانون”.
وأضاف المشنوق: “البلد معطل بكل تفاصيله ومفاصله، ومعروف من يعطله، من يمنع انتخاب رئيس للجمهورية، من يمنع اجتماع الحكومة، من يعطل مجلس النواب. مؤسسات البلد لا تعمل هي المشكلة الان، جيشنا عرضة لكل انواع التنكيل السياسي وقوانا الامنية باتت تحترف الصبر كمهنة ثانية. رجال الأمن يتحملون الحجارة والشتيمة وقنابل المولوتوف، ويصبرون لئلا يقال إن الأمن يفرط في استعمال القوة”، مؤكداً أنه ليس صحيحا من ضرورات التظاهر والحراك ان تحتل مرافق عامة وان تضرب رجال الدرك وان نشتم القوى الامنية”.
واستغرب دعوة قوى سياسية الى التظاهر، معتبرها دعوة غير مفهومة وغير مبررة وغير منطقية، وسأل: “ستتظاهر ضد من؟ ضد من يقاطع جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس؟ ضد نفسها؟ وهل ستتظاهر رفضا للعتمة وتقنين الكهرباء؟ وهل ستتظاهر ضد الحكومة وهم شركاء مقررون في السلطة منذ 8 سنوات”.
وقال المشنوق: “لا مخرج لأي لبناني من هذه الازمة التي وصلنا اليها الا بالعودة الى الكتاب، وبالبدء في تنفيذ خارطة طريق انقاذية، تكون أولى الخطوات فيها انتخاب رئيس للجمهورية، ثم تشكيل حكومة تشرف على اقرار قانون انتخابات عصري، يفسح في المجال امام الاعتراضات والقوى الشبابية الجديدة للدخول إلى مؤسسات الدولة، ثم الشروع في إجراء إنتخابات برلمانية تعيد انتاج النخبة السياسية. غير ذلك كله لا يهدف الا الى الخراب بأوادمهم وزعرانهم الذين يتقدمون بالمطالب والذي لا يقدمون الا بالشتم”.
وتابع: “التحالف بين السلاح غير الشرعي والكلام غير الشرعي الذي اسمعه في هذه اليومين وسنسمعه كثيرا، لن يؤدي الا الى مزيد من الخراب والمشاكل لان هناك من يريد ان يجر البلد الى الدم. وقيادة الجيش وعلى رأسها العماد جان قهوجي وقوى الامن الداخلي والمؤسسات الامنية ستفعل كل ما تستطيع ولن تسمح بجر البلد الى الدم”.