للوهلة الأولى وقفت مذهولة ، كون مارسيل غانم ليس كسائر الإعلاميين ، فهو المخضرم في مجال الحوار السياسي ، والمتأنق بأسلوبه وبرقي ألفاظه ...

مارسيل في حلقة يوم أمس تخطى قوانين الهواء للمرة الأولى ليقول عن أفراد الطبقة السياسية اللبنانية التي "طلعت ريحتها"  ، "بدن فحص بيضات ، تنشوف اذا عندهن " ، هذه العبارة التي فاجأ بها غانم متابعيه جاءت تعقيباً على مطالبة أحد ضيوفه بإجراء فحص بول للسياسيين على نسق ذاك الذي أجري للمتظاهرين ؟!

كما قد عاد غانم  وتخطى "أذن المشاهد"  في نهاية الحلقة ليصف الواقع اللبناني وبصراحة مطلقة ، بأنه "جورة (...) كبيرة" !

 

بالمطلق قد نستنكر رد غانم ، وقد نعتبره خادش للحياء ، وقد نرفض من إعلامي مهذب له تاريخه وأرشيفه أن يطلق هكذا "تعابير" وتوصيفات لا تليق به ولا بطبيعة برنامجه ، ولكن لنتفكر قليلاً بالذي قاله مارسيل  ، ولنتساءل للحظة ، هل هناك من رجال "حق" بين أهل السياسة اللبنانية ؟

وهل الواقع اللبناني "نظيف" و (متل المسك) !

 

 

مارسيل حطّم "التابو" في حلقة البارحة ، ونطق بالمحظور ، لا لأنها لغته ولا لأنه معتاد عليها ، ولكن لأنّ ما يجري في لبنان وحال الفساد والنفايات والكراسي الرخيصة ، لم تترك للإعلامي من بلاغة للتعبير عنها بمصداقية إلا بسوقية الكلمات !!

 

فقول مارسيل عن السياسيين "بدن فحص بيضات ، تنشوف اذا عندهن " ، ليس تشكيكاً شخصياً في خصوبتهن الجنسية ، وإنّما هو توصيفاً لرجولتهم المخصية وطنياً ، لكرامة كراسيهم الفاسدة ، لشرف الدولة الذي اغتصبوه مراراً وتكراراً ...

أما ما قاله في الدقائق الأخيرة من الحلقة عن جورة الواقع اللبناني ، فهو التعبير المنطقي الوحيد الذي يجسد حال لبنان اليوم ؟!

 

مارسيل لم يخطىء ، ولكن الفساد السياسي والبيئي والإقتصادي والإجتماعي ، في لبنان ، يجعل من السخرية أن نعبر عنه بلغة الصحافة ، إذ أنّ المزابل الحكومية والنيابية  لا تكتب ولا تنتقد إلا بحروف من عينة حاوياتها !