حتى اللحظة ثمّة سيطرة مسؤولة عن حركة متعددة الحيويات رغم فوضوية مثارة من قبل وافدين على الحركة الإعتراضية لغايات قد تكون مشبوهة وقد تكون طبيعية باعتبارها تعكس صورة جماعة تربت على الإعتراض بطريقة مُخسّرة في جميع الحسابات .
كما أنّ الدخول عنوة إلى وزارة البيئة قد تكون شائبة في خط اعتراضي غير منظم أرغم الكثيرين على التفكير في تصحيح مسار الخطوات حتى لاتكون هناك فجوات ينفذ منها المتصيدون بماء الأخطاء من جماعات سلطة الطبقة السياسية .
يبدو أنّ الإصرار لغة مشتركة بين نشطاء وسط بيروت وهم على موعد مع مناسبة تحتاج منهم إلى بذل المزيد من الجهد لتأكيد صوابية الفعل المطلبي الذي يستدعي المزيد من اللبنانيين إلى النزول مجدداً إلى الشارع لإحباط سلطة باتت تتقن فن الضرب ضد لبنانيين وطنيين بعد أنّ عجزت عن مواجهة جماهير الطوائف ووقفت أمامهم ملقية سلاحها هيبة وخوف من أحزاب الطائفية .
آسف الكثيرون ممن جرفتهم موجة الحريرية الجديدة إلى تأييد تيار لطالما رفض عصا حزب الله الغليظة والتي استطعمها في 7 أيار المجيد فإذا به يستخدم العصا التي علّمت على ظهور قياديّه ضدّ أناس أكثرهم ممن وقف مع تيّار المستقبل في شعاراته التي آكلها واحدة تلو واحدة ومازال يهضمها بإستخدام عرق المغشوشين به من قوى التيارات الشبابية ويرى هؤلاء بأنّ هي خبطة مكررة من قبل حزب الله ضدّ تيار المستقبل سوف تكون محل ترحيب وطني ولن تلاقي الإعتراض الذي لاقته يوم أخذت حكومة المستقبل قراراً حبس جهابذة 14 آذار في قصورهم ولم يغادروها الاّ الى المنفى أو إلى التوسط لنيل رضا حزب الله .
ما فعله وزير المستقبل المختص بعصا الإعتراض على الإعتراض قدّ خسّر المسقبل رصيداً آخر من أرصدة فقدها تباعاً وهذا ما سيستدعي البحث عن مسودات سياسية حزبية بديلة عن فريق لا يفقه لا في السلطة ولا في المعارضة .
في العودة إلى جهة مشغولة بترتيب بيت الإعتراض على السلطة من بوابة النفايات يستوقفنا أكثر من سؤال حول أفق الحراك الوطني في ظلّ محاصرة طائفية كاملة لم تتوفر في مرحلة من المراحل حتى آثناء الإحتلال لم تحتشد الطوائف وطبقتها السياسية لمواجهة العدو في حين أنّها التقت اليوم وتوحدت لمواجهة هوية وطنية بعيدة عن سمات الطوائف وكارهة لأحزابها الناهبة للمال العام والمخربة للأمن الإجتماعي .
تقول هذه الجهة بأنّها غير مستعجلة في اندفاعها وراء المطالب لأنّ الملف مفتوح والوقت يحتاج إلى تريث في التفكير وسرعة في الجهوزية الدائمة لمقاومة سلطة فاشلة في كل شيء إلاّ في ضرب المعترضين على سياساتها من خلال وضع خطط عملية منسجمة مع حركة مستعصية على الإنضباط من الجهة وعلى عدم المسؤولية من جهة ثانية .