قال قائد الحرس الثوري الإيراني خلال المؤتمر الصحفي المخصص بإعلان إطلاق سلسلة مناورات عسكرية، إنّ الولايات المتحدة لا زالت هي الشيطان الأكبر ولم تخفف من عدائها لإيران ، بعد الإتفاق النووي لا إنّها زادت عليه ، ولكنّها اليوم تستخدم أساليب جديدة لممارسة عدائها لإيران .
وهي عبارة عن الأساليب الناعمة الإقتصادية السياسية التي تتطلب جهوزية أكثر، وفق الجنرال .
وأعرب الجنرال محمد علي جعفري عن قلقه على أن البعض يفكر بأن عداء أمريكا انتهى بعد الإتفاق النووي، أو تخفف.
وهكذا يُظهر الجنرال جعفري علاقة عاطفية للعداء مع الولايات المتحدة لا يريد أطراف في إيران التخلي عنها حتى بعد رضوخها لمطالب إيران النووية ، ويرى هؤلاء في العداء مع أمريكا ثروة أيديولوجية من المستحيل التخلي عنها .
وربما انطلاقاً من هذا القلق أو التأكد من عداء الولايات المتحدة لإيران ، يبرّر الجنرال جعفري إطلاق سلسلة من المناورات العسكرية التي يبدأ بها الحرس الثوري منذ اليوم - الأربعاء- في العاصمة طهران، إعلاناً عن استعداد إيران لمواجهة أي هجوم محتمل .
ولكن يبدو أنّ الحرب الناعمة الإقتصادية والسياسية التي شنتها وتشنها الولايات المتحدة ضد إيران بعد إقرار الاتفاق النووي، وفق الجنرال جعفري تتطلب دفاعاً من نوعها باتخاذ التدابير السياسية والاقتصادية وليس المناورات العسكرية التي سيقوم بها الحرس الثوري في مختلف المحافظات الإيرانية، وتم التخطيط لعشرين منها كما أفاد قائد الحرس الثوري لمدة 6 أشهر المتبقية من السنة الإيرانية الحالية .
إنّ الهدف من المناورات العسكرية التي بدأ بها الحرس الثوري اليوم هو استعراض القوة لحكومة الرئيس روحاني وإحباط الشعور بالإنتصار الذي سيتزايد عند الإصلاحيين والمعتدلين بعد تمريره من قبل الولايات المتحدة .
وكانت تلك المحاولة لافتة خلال حديث الجنرال يوم الثلاثاء عند ما صرّح بأنّ الذي أزال التهديد عن إيران هو الإستعداد العسكري للجمهورية الإسلامية وليس المفاوضات الدبلوماسية، في رد واضح لتصريحات الرئيس روحاني الذي أكدّ على أنّ المفاوضات بين إيران والغرب هي التي أزالت الأخطار عن إيران .
وعلي أيّ حال ، يبدو أن تلك المناورات لها مفاعيل ومقاصد داخلية أكثر مما هي خارجية، خاصة مع اقتراب موعد الإنتخابات النيابية التي سوف تكون ساحة للصراع بين الإصلاحيين وبين المحافظين .