يبدو أنّ أزمة النفايات قد زعزعت البيت الواحد ، ليبدأ سقف المستقبل بالتشقق ، فما صرّح به وزير الداخلية نهاد المشنوق ، أنّ دولة عربية صغيرة تقف وراء تمويل "طلعت ريحتكم" ، وأعمال الشغب التي يقومون بها في إشارة منه إلى قطر ...
استدعى رداً حازماً من الحريري الذي غرّد على تويتر قائلاً : " أنّ الشائعات التي تزج باسم دولة قطر في الأحداث اللبنانية مجردة بالتأكيد عن أيّ صلة بالحقيقة " .
موقف المشنوق المفاجىء والذي أطلقه دون رجوع إلى خلفيته السياسية أربك الساحة ، فتيار المستقبل قد ذهب سابقاً ، إلى إتهام حزب الله بإفتعال هذه التحركات لإسقاط حكومة سلام وإفقادها شرعيتها ، لنتساءل هنا ، هل وراء ما صرّح به المشنوق همس من حزب الله إليه لوضع قطر في الواجهة ، وهكذا يكون الحزب أولاً قد أبعد الشبهة عن نفسه كمفتعل للشغب ، ويكون ثانياً ، قد حجّم هذه التحركات وحولّها من وطنية - لبنانية ، إلى مسيسة بمال عربي ..
هذا التضارب بين ما أعلنه المشنوق وكيف فسّره المتابعون ، وبين ردّ الحريري الطارىء والمدافع ، يضع الأمور عند مفترقين ، فإما أن يخرج وزير الداخلية موضحاً رافعاً التهمة عن قطر ومبرئاً ساحتها ، أو يقع الإنشقاق بين الحريري والمشنوق ، لترفع عن الأخير التغطية السياسية التي توفرّها له كتلة المستقبل ، لا سيما في المناخ اللبناني - السني .