هذه المقالة ليست دفاعاً عن أسعد ذبيان.
هذه المقالة ليست محاولةً لتلميع صورة هذا الناشط في المجتمع المدني.
هذه المقالة ليست من أجل رشق أسعد بالإنتقادات أو حتّى ردّها عنه.
هذه المقالة ليست للقول إنّ أسعد حرٌّ بمعتقداته الدينيّة أو علمانيّته أو حتّى بإلحاده، وإنْ كان الإلحاد لا يبرّر السخرية من الأديان.
هذه المقالة ليست أيضاً للتهجّم على أسعد ومطالبته بالإعتذار من الأديان، كلّ الأديان.
هذه المقالة هي لكلّ من لفظ ويلفظ، وسيلفظ الحراك المدنيّ بسبب تعليقات ساخرة كتبها أسعد قبل سنة عبر حسابه الخاص على "تويتر".
هذه المقالة هي لجميع أصحاب العقول "السطحيّة" الذين خابت ظنونهم لأنّ شاباً قرّر قبل عامٍ السخرية من الأديان، وتحوّل اليوم إلى "قائد للثورة".
هذه المقالة هي لكلّ من قرّر عدم النزول إلى الشارع مجدداً فقط لأنّ أسعد ذبيان مسّ بالأديان.
هذه المقالة هي لشكر أسعد ذبيان.
شكراً أسعد ذبيان لأنّك وقفت أمام عدسات المصوّرين تطالب بحقوقنا فيما كنّا نحن "نتفرّج" عليك من خلف الشاشات.
شكراً أسعد ذبيان لأنّك ناديت باسمنا جميعاً "يسقط يسقط حكم الأزعر".
شكراً أسعد ذبيان لأنّك تلقّيت عنّا لكمات لا تزال ظاهرة على وجهك.
شكراً أسعد ذبيان لأنّك أيقظت فينا مواطنيّة ظننّا أّنّها غير موجودة فينا.
شكراً أسعد ذبيان لأنّك أيقظت فينا إنتفاضة، كان يجب أن تستفيق قبل سنوات كثيرة. قبل أن تولد أنت وقبل أن أولد أنا وقبل أن نسمح للسياسيّين بإحكام سيطرتهم علينا.
شكراً أسعد ذبيان. شكراً لأنّنا اليوم نحن الشباب، بفضلك، وبفضل عماد ولوسيان وغيركم كثر، بدأنا مسيرة إصلاح ما ارتكبته أيادي آبائنا من قبلنا.
لكن نحن لسنا في الشارع كرمى عيون أسعد ذبيان أو عماد بزي أو لوسيان أبو رجيلي. نحن لسنا في الشارع من أجلهم أو من أجل الحملة التي قادوها مع ناشطين آخرين. فهؤلاء كانوا الحافز المشجّع، وليس السبب.
نحن في الشارع لأنّ رائحة النفايات حرمتنا من النوم. نحن في الشارع لأنّ انقطاع الكهرباء أثّر على حياتنا اليوميّة. نحن في الشارع لأنّنا محرومون من المياه. نحن في الشارع لأننا خسرنا أفراداً من عائلاتنا بسبب سوء أحوال طرقنا. نحن في الشارع لأنّ حقّنا باختيار ممثلينا سُلب منّا مرّتين ولم نحرّك ساكناً. نحن في الشارع لأنّنا من دون رئيس ولو بلا صلاحيّات.
أمّا كلّ من يشعر بالخيبة، وكلّ من تخلّى عن "الثورة" وكلّ من يريد الخروج من الشارع بسبب مواقف ناشط في مجتمع مدني لم يؤمن به كثر إلا قبل أيّام، فإلى هؤلاء نقول: أخرجوا فقد فاتكم قطار الثورة ولم تحسنوا ركوبه. أخرجوا فالثورة لم ولا ولن تقوم على من يرفعون راية الإستسلام أمام أصغر المحن...
ريما أبو خليل