تنتهي مساء اليوم مهلة الساعات الاثنين والسبعين التي أعطتها حملة "طلعت ريحتكم" السبت الماضي الى الحكومة للتجاوب مع المطالب التي أطلقتها. واذ أكد ناشطون في الحملة ان "انسحاب الوزير محمد المشنوق من اللجنة الوزارية يدل الى عجزه وكان من الاجدى ان يستقيل"، مشيرين الى ان "طاولة الحوار لا تعنينا واتت بعد ان بدأت القوى السياسية تشعر بالسخن"، قال "اننا نتجه الى التصعيد الذي قد يتخذ شكل قطع الطرق غدا".

رسميا انه يوم الارجاءات بامتياز. الارجاء الاول جاء من البوابة الاقليمية مع الاعلان عن تأجيل زيارة بقيت حتى موعد اعلان ارجائها، بعيدة من الاضواء لمساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان للبنان الى موعد قريب. الارجاء الثاني محلي روحي يتصل بالقمة المسيحية- الاسلامية التي كان يفترض انعقادها في بكركي اليوم بعد اكتمال عناصرها كافة، الا ان وبسحر ساحر تلاشت المقومات والاسباب الموجبة لالتئام القادة الروحيين وبددت الامال المعقودة على كلمة واحدة " الرئاسة اولا" ، فتحولت الى قمة مسيحية رسمت خريطة طريق الاولويات التي تبدأ بانتخاب رئيس "وفقا للاصول الدستورية". اما ثالث الارجاءات الذي تحول الغاء فللجنة البيئة النيابية التي كانت ستلتئم الاربعاء المقبل لاستكمال البحث في الواجب من معالجات لملف النفايات، الا ان مفاجأة وزير البيئة محمد المشنوق باعلان انسحابه من اللجنة الوزارية المكلفة حل الازمة حمل رئيسها النائب مروان حمادة على الغاء الاجتماع.

الى ذلك، فان الاجندة التي وضعها رئيس المجلس للحوار، أثارت مخاوف من تضييع الاستحقاق، فكلمة "البحث" فضفاضة وحمالة أوجه، فماذا لو بحث الحاضرون الملف الرئاسي ولم يتوصلوا الى اي نتيجة، هل يوضع الاستحقاق على الرف وينتقل الحوار الى بنوده الاخرى كأن شيئا لم يكن؟
على أي حال، وفي انتظار جلاء الصورة النهائية للحوار وتحديد الكتل السياسية مواقفها الرسمية منه اضافة الى مستوى تمثليها على "الطاولة" حيث يريد بري تمثيلا على مستوى رؤساء الكتل، بدت توجهات الاحزاب كالآتي: ترحيب سريع من "المستقبل" و"حزب الله و"التقدمي الاشتراكي" ممثلا بالنائب وليد جنبلاط وفق ما اكد النائب مروان حمادة لـ"المركزية"". وتكتل "التغيير والاصلاح" يقول كلمته غدا، وسط معلومات تفيد بانهما يميلان الى الحضور
في غضون ذلك تترقب الاوساط ما سيؤول اليه مسلسل "الشارع السياسي" الذي سيستخدمه التيار الوطني الحر يوم الجمعة المقبل، اذا لم يطرأ ما يرجئ دعوة النائب ميشال عون للنزول اليه، خصوصا بعد مبادرة بري الحوارية التي تحتم مناخ التهدئة السياسية. وقالت مصادر في 8 اذار لـ"المركزية" ان حلفاء عون ينصحونه بعدم النزول الى الشارع.