ربما جمهور حركة أمل خالف كل التوقعات ، فالطوفان البشري الأخضر أصاب مدينة النبطية يوم أمس وبعد أن ظن "حزب الله" أنه تمكن من الطائفة الشيعية بكاملها، حضر ما يفوق 700 ألف شخص بحسب وكالة رويترز لتجديد الولاء للإمام المغيب الإمام موسى الصدر ولحامل الأمانة الرئيس نبيه بري.
ورغم أن خطاب الأستاذ نبيه بري لم يخلو من ذكر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والأعلام الصفراء ظهرت بشكل قليل جدا بين الجماهير مما يدل على المشاركة الضئيلة لأنصار الحزب إلا أن الإستنفار ظهر بشكل جلي عبر مواقع التواصل الإجتماعي فعبر عدد من الأشخاص من امتعاضهم من الذين شاركوا في الإحتفال فكتب أحدهم مستهزئا: "وبتلاقيهم متل الغنم مبارح زحفا زحفا نحو الجنوب".
فهذا الزخم الشعبي الذي شهدناه دليل على القوة والنفوذ الذي تتمتع به حركة أمل في الطائفة الشيعية لكن البعض أرادوا أن يقللوا من أهمية هذه الحشود وذلك عبر الإستهزاء بهذا الكم الهائل، وعلى ما يبدو أن النسبة الجماهيرية أثارت غضب جمهور الحزب بالإضافة إلى أن البعض الآخر جن جنونهم بطريقة الإحتفال بالذكرى فانتقدوا هذا الحفل قائلين "هذه الذكرى للسيد موسى أو الرئيس بري" متناسين أن لا فرق بين صاحب الأمانة وحاملها.
وللتبرير لهذا الإستخفاف لجأ جمهور حزب الله إلى إعتماد الأسلوب الطائفي والديني كما في كل عمل يقدمون عليه، معتبرين أن الأمر ليس بالكمية ولا بكثرة الشعارات والاعداد فالإمام الحسين (ع) كان عدد رجاله70 شخصا مقابل ثلاثين ألف رجل، وما ارادوه هنا إظهار أن هذه الأعداد التي أحيت ذكرى إختفاء إمام المحرومين ليست على حق وربما تحمل في طياتها إتهامات لرئيس الحركة.
وانطلاقا من هنا، يبدو أن "حزب الله" خشي من رؤية العالم للنسبة غير المؤيدة له بعد مما يعني أنه حتى الآن لم يستطع استقطاب كل الطائفة الشيعية وبأن الحركة التي أسسها الصدر لا زالت أملا لعدد كبير من الاشخاص الذين أثبتوا ذلك من خلال حضورهم الهائل.