نجح الحراك المدني ومعه وزارة الداخلية والبلديات في منع تكرار مشهد الاحداث المؤسفة التي جرت السبت الماضي في 22 الجاري، وتميز التظاهر امس الاول بالتنظيم والحضور الكثيف للمواطنين من كل المناطق اللبنانية وبإعلان مطالب محددة تتمثل بمحاسبة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق واستقالة وزير البيئة محمد المشنوق وتحديد مهلة 72 ساعة قبل الذهاب الى التصعيد ليل غد الثلاثاء. في المقابل خرجت معظم القوى السياسية بمواقف مؤيدة للمطالب مع التحذير من إنحراف التظاهرات نحو تفجير الاوضاع والفوضى.
في المقابل أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري انه سيدعو في العشر الاول من ايلول الى حوار يقتصر بالاضافة الى رئيس الحكومة تمام سلام، على قادة الكتل النيابية ولا يختلف من حيث الشكل عن حوار عام 2006 ولكنه مختلف بالمضمون ويتضمن جدول اعمال الحوار: البحث برئاسة الجمهورية، وعمل مجلس النواب والوزراء، وماهية قانون الانتخابات النيابية، وقانون استعادة الجنسية، ومشروع اللامركزية الادارية، وتسليح الجيش.
وردّ الرئيس سعد الحريري مؤكدًا أن "إعلان التمسك بالحكومة وتفعيل عمل المجلس النيابي قاعدتان للاستقرار المطلوب في هذه المرحلة".

وفي المواقف المعلقة على تظاهرة السبت، أكّد وزير الخارجية جبران باسيل ان التيار الوطني الحر سينزل الى الشارع في ايلول كي ندافع عن حقنا بالوجود في رئاسة الجمهورية، الحكومة ومجلس النواب، وذلك للدفاع عن ارضنا وهويتنا والمشاركة قي كل القطاعات والملفات.
ولفت خلال لقاء له مع مناصري التيار الوطني الحر في منطقة الزعرور، إلى أن الساحة كانت ساحتنا في 14 آذار و7 أيار، مشدّداً على أنها ستكون كذلك أيضاً في 4 أيلول.
وأوضح باسيل :"أننا لا نريد من السفارات أن ترفع مطالب الشعب اللبناني، لأنه يستطيع رفعها بنفسه وبإرادته الحرة، معتبراً أن ما من أحد يمكنه أن يفرض الربيع العربي على لبنان لان ربيع لبنان آتٍ".
وفي الملفات المتعلقة بمصالح المواطنين قال: "لماذا صمت من يطالب بالكهرباء حين عُرقلت مشاريعنا، ولماذا صمت من يشتكي من الفقر حين رفضوا مشروع النفط، ولماذا صمت من يطالب بالمياه حين اوقفت السدود؟
وتابع باسيل: "لا نستطيع ان نسير باي مشروع لا نعلم اين يبدأ واين سيصل بنا، فكيف بالحري اذا كنا نعلم اين بدأ واين وصل بنا؟! لا يمكن لاحد ان يحتكر الشارع والاصلاح خصوصا وان مطالبنا هي لكل اللبنانيين وليست فئوية".
ولفت رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط الى أنه شاهد مطولا تظاهرة (السبت)، مؤكدا أن "غالبية الشعارات محقة لكن تبقى دراسة آلية التنفيذ".
ورأى في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنه "على المسؤولين عن حركة "طلعت ريحتكم" ان يدرسوا الامر بدقة من اجل منع الأحزاب، كل الأحزاب دون استثناء من استغلال هذا التحرك العفوي وإجهاضه".