استوقفتني اليوم مقابلة المؤسسة اللبنانية للإرسال مع شربل نحاس ، والمواقف الداعمة التي أطلقها والحماس الذي بثه بالمتظاهرين ، وصولاً للتهديد العلني بالتصعيد إن لم تحقق الدولة المطالب خلال مهلو 72 ساعة ...
خلال هذه المقابلة وجه النحاس نقداً لوزير الاتصالات ، وكيف لا ؟
وهو الأخبر بخفايا هذه الوزارة فشربل قد حظي بهذه الحقيبة سابقاً ، وفي حينها انتشرت أخبار عن صفقة بطاقات مسبقة الدفع (مشبوهة) كسب منها ملايين الدولارات كما شاعت معلومات على مصادرته للفوائد المترتبة على أموال البلديات التي جمدها لمدة ثلاثة أعوام إلى حسابه الخاص، ولكن طبعاً نحن لسنا بوارد المحاسبة ولا الخوض بالتفاصيل فالنحاس أكبر من ذلك ، وتشهد على ذلك جريدة الأخبار التي لا تتوانى عن مدحه والتفاخر بما قدمه من تضحيات وبما يملكه من إمكانيات "أسطورية" ..
النحاس يتميز بعقلية اقتصادية فهو قد طرح فيما سبق عدة أمور تتعلق بالإقتصاد اللبناني ، وهذا أعادني للعامين 1998-2000 ، حيث طبق الخطة النحاسية التي قيل أنّها اعتمدت سياسات اقتصادية متطرفة ، ممّ أوقع البلد في حقبة هي الأسوأ ، ولكن أيضاً لا يمكن أن يدان نحاس بهذه التهمة وهو المستشار الإقتصادي للأسد والمقرب من النظام الذي كافأه على نشاطه وتفانيه بحقيبة وزارية في حكومة الميقاتي ...
شربل نحاس اليوم يدعم حملة "بدنا نحاسب" وهو من مطلقيها ، وهي حملة محقة بكل ما تطالب به والوزير السابق يملك من الخبرة ما يجعله مؤهلاً لأن يُحاسِب ويُحاسَب ، غير أنّ نفس السياسة طويل والطبقة الفاسدة لن تسقط قريباً ، ونحن لا نريد لشربل نحاس أن يستثمر طاقاته وحيويته في باحة لا تثمر ....
لذا ولأننا "بدنا رياحته" ، ندعوه لكف اليد عن هذه الحملة ، لتستمر شبابية بلا خلفيات سياسية ، حتى لا يأخذون عليها وزر النحاس ، والذي هو يجب أن يكون أينما حلّ نقطة قوة لا ضعف ..