لا صوت يعلو فوق صوت التظاهر اليوم والذي ضرب موعداً جديداً له في ساحة رياض الصلح عند السادسة مساء، فيما استبقه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بمؤتمر صحافي جدد فيه التأكيد على مسؤولية وواجب القوى الامنية في حماية المتظاهرين مع منع التعرض للسراي وساحة النجمة. في المقابل خرج رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد عون لإطلاق النفير العام ودعا انصاره للتظاهر الجمعة المقبل كما اطلق مبادرة انقاذية للاستحقاق الرئاسي تبدأ بانتخابه من قبل الشعب.

وبين هذه الاجواء والدعوات برزت حركة موفد النائب وليد جنبلاط الوزير وائل ابو فاعور على خط الرابية ولقائه العماد عون مساء امس حيث قال ابو فاعور بعد اللقاء :"اننا مقتنعون بامكانية الوصول الى مخارج وتفاهمات تعفينا من هذا الانقسام والشلل الحاصل في المؤسسات"، موضحاً ان "هناك عدة افكار تطرح ومبادرات تتقاطع للوصول الى حلول للازمات".

ولفت الى ان "الجهد الذي نقوم به يتقاطع مع جهود رئيس المجلس النيابي نبيه بري في الافكار التي يطرحها والدعوة التي قد يطلقها قريبا تتقاطع مع نية وجهود رئيس الحكومة تمام سلام والرئيس سعد الحريري وقيادة "حزب الله" وكل المكونات للوصول الى تفاهم سياسي".
وتثبيتا لاجواء التهدئة، لم يحمل المؤتمر الصحافي الذي عقده امس العماد عون، مواقف عالية النبرة حيث أكد "اننا لم نستقل من الحكومة لان لا امكانية لتشكيل أخرى"، مشيرا الى ان "العمل جار على معالجة قضية المراسيم"، ومشددا على ان "ليس اعز علينا من استقرار الأمن والحكم في لبنان". واطلق"خارطة طريق للوصول إلى حل عادل وشامل"، تبدأ بانتخاب رئيس اما "من الشعب مباشرة، اذا اردنا أن ننتخب رئيساً قبل اصدار قانون انتخابي جديد، أو باقرار قانون انتخابي جديد وفقا للنظام النسبي يؤمن المناصفة العادلة، فتحصل انتخابات نيابية شفافة ومن ثم ينتخب رئيس من مجلس النواب الجديد، ويتم تأليف حكومة جديدة اصلاحية تقوم بالمعالجات الصحيحة للقضايا" .

من جهته، اكد الوزير نهاد المشنوق أن "التظاهر حق للجميع ووزارة الداخلية تعهدت بحماية التظاهرات لكنها ضد التعرض للممتلكات العامة والخاصة"، مشيرا الى " محاسبة كل مسؤول عن الاستخدام المفرط للقوة يوم السبت الفائت". ودعا الى "يقظة عالية في مسألة تظاهرة الغد (اليوم)، تَحمِل مسؤولية المطالب من دون ان تعرض الملك العام او الخاص لاي مشكلة".

في غضون ذلك، تستعد ساحة الشهداء للتحرك الشعبي الذي دعت اليه حملة "طلعت ريحتكم" السادسة عصر اليوم، بمشاركة هيئات مدنية وقطاعات نقابية عديدة، اضافة الى مواطنين غاضبين من العجز الحكومي عن ايجاد حلول لأزمة النفايات، ومن اداء السلطة على مر السنوات الماضية.