ما قاله الصهر المدلل يوم أمس لم يتسم بالعفوية ، فأراد منح جنراله صفة القداسة عن سبق إصرار وترصد، بادئاً بنفسه أولاً فبرفيقيه ثانياً وصولاً لكل الجموع !
باسيل ركع ، وأركع معه الجميع ، ليتحوّل الجنرال من سياسي لرجل دين مقدس ، ومن مجرد بشر إلى مسيح القرن الثالث ...
عون "صدّق نفسه" ، وآمن ما قاله جبرانه ، فصعد اليوم إلى منبره مغروراً متعالياً وكأنه فوق مستوى الجميع ، هو عون نفسه الذي حاول منذ أسبوع سرقة أمجاد التحركات الشبابية عبر مباركتها نراه اليوم قد انقلب عليها بل و " ذمّها" !
فالمخطط البرتقالي الذي كان يريد الإنخراط بتحركات السبت ، لتفادي إحراج الأعداد الخجولة التي شهدتها تحركاتهم العونية السابقة ، والتي فقدت الكثير لا سيما بعد مهزلة انتخاب التيار ومعضلة "باسيل أو لا أحد" ، حيث أن فوز الصهر بالتزكية سلب الوطني الحر ديمقراطيته والعديد من مؤيديه وحوّل الإصلاح لوكالة وراثية لا يديرها الإبن وإنّما زوج البنت !
عون الذي أعاد تياره إلى نظام العشيرة ، حاول تسييس الحملات الشعبية ، غير أنّ المشاركين كانوا على قدر من الوعي لزواريب أهل السلطة ، فرفضوا أي مسّ سياسي من أي طرف كان ، ولأن الجنرال (ما بينقلو لأ) ، كان منبره اليوم معادياً لهم وناقماً ، فطالبهم بإعادة الشعارات التي سرقوها منه ومن تياره ، كما وحمّلهم وزر تعميم الفساد على كل الطبقة السياسية ، معتبراً أنّ بين السلطة من يعملون على الإصلاح من قبل ظهور هذه التحركات ..
تهمة السرقة التي أطلقها ميشال عون تحمل العديد من المفارقات ، فليست العبرة بالمطالب وإنما بالغايات ، أنت يا جنرال تريد إسقاط السلطة لأنها لم تأتِ بك رئيساً ولا بصهرك الثاني قائداً للجيش ، تريد الثورة عليها لا لأجل لبنان ولكن لأجل مصلحتك الشخصية ...
أنت يا جنرال تحارب الفساد وتيارك هو أصل الفساد وسرقات الكهرباء هي فضيحتكم و وصمة العار في تاريخك وتاريخ صهر ومن خلفه !
الفرق بينكم وبينهم يا جنرال أنهم لا يثيرون الشغب لأجل كراسي ومكاسب رخيصة كما أنت وجمهورك الخجول ، هم "لبنان" ويتظاهرون لأجل لبنان ولأجل تخليص الوطن من الطبقة السياسية الفاسدة (منك وجر يا عون ) ...
أما الإصلاحيين من السياسيين والذين أشرت إليهم ، فطبعاً أنت وبرتقالك لست منهم ، فإن كان تكتل "التغيير والإصلاح" قد تخلله الفساد والمصالح العائلية والديكتاتورية برعايتك ، فكيف نصدق إذاً أنك ستصلح وطناً وتدير جمهورية ، وأنت قد فشلت في تأسيس تيار ناجح ؟!
جنرال عون ، لا تزايد على هؤلاء الشباب ولا تتهمهم بسرقة شعاراتك ، لأنك أنت وكل الطبقة السياسية لا تملكون إلا الشعارات والكلام بينما الحراك المدني قدّم للشعب أفعال ..