لا تزال التسوية الحكومية التي تردد الحديث عنها في اليومين الماضيين وينسج خيوطها رئيس المجلس نبيه بري، غامضة في المضمون الا انها في الشكل قد بدأت تتظهر من خلال اشارات عدة.
اولى هذه الاشارات كان اتصال الرئيس بري برئيس الحكومة تمام سلام بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء ومقاطعة وزراء تكتل التغيير والاصلاح وحزب الله والمردة والطاشناق، وتمنى بري على سلام التريث في الدعوة الى عقد الجلسات، إفساحا في المجال أمام المشاورات توصلا إلى حلول تضمن حضور الأطراف كافة. 
ثانية هذه الاشارات كان اتصال رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط الهاتفي، برئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون، حيث أكد جنبلاط لعون أنه يعول فيه "على حكمته في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان"، مؤكدا "الحرص على استمرار التواصل والتشاور بينهما".
وثالثة هذه الاشارات استقبال البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للعماد عون على مدى ساعتين في بكركي، حيث عرضا الاوضاع العامة في البلاد، لاسيما موضوع الاستحقاق الرئاسي وعمل الحكومة، إضافة الى الاوضاع الاقليمية وأحداث المنطقة وتداعياتها على لبنان. وكان تشديد على "ضرورة التواصل مع الاطراف كافة من اجل التوصل الى حلول تصون الوحدة اللبنانية والميثاق الوطني".
وحدّد عضو تكتل التغيير والاصلاح الوزير السابق فادي عبود شروط العودة الى مجلس الوزراء بإلغاء كل المراسيم الجمهورية وأن تكون المشاركة في الحكم حقيقية، والاتفاق على آلية عمل داخل مجلس الوزراء. 
وأكد وزير الثقافة روني عريجي، "اننا لسنا مستقيلين ولا معتكفين، لكننا لم نحضر هذه الجلسة بالذات، تفاديا لمزيد من الاحتقان".
على صعيد آخر، فاز وزير الخارجية جبران باسيل برئاسة "التيار الوطني الحر" بالتزكية، بعدما رُد طلب ترشيح زياد البايع احد الناشطين في حركة "orange reform" او الاصلاح البرتقالي، لعدم استيفائه الشروط الداخلية لرئاسة الحزب، علما ان باب الترشيحات أقفل ظهر امس وضمت لائحة باسيل، نقولا صحناوي عن نيابة الرئيس للشؤون السياسية ورومل صادر للشؤون الادارية. 
وأعلن باسيل عصر امس برنامجه ورؤيته للتيار الوطني الحر من قصر المؤتمرات-ضبية، حيث اكد "اننا ابناء التيار القوي ونريد رئيسا قويا للتيار ونريد تيارا قويا عبر الالتزام بالديمقراطية وبوحدته اولا وأخيرا".
ولفت الى ان "عمادنا المؤسس سيبقى رئيسنا الزمني والابدي"، معتبرا ان "التوافق شكل من أشكال الديمقراطية سعينا ونسعى له دائماً".
في غضون ذلك، لم يحُل الحل الموقت الذي اقره مجلس الوزراء لملف النفايات بالافراج عن اموال الصندوق البلدي المستقل دون مضي مجموعات "الحراك المدني" في تظاهراتها، وأمس تظاهر ناشطون في شارع رياض الصلح على ان يشهد يوم غد السبت التظاهرة الكبرى التي بدأ التحضير لها امس.