المرأة الإيرانية منذ انطلاقة الحركة الدستورية في بداية القرن العشرين ، لحد الآن تكافح في أكثر من جبهة ، حيث إنّها تشارك في جميع الثورات والحركات السياسية ولكنّها بعد انتصار أيّة ثورة أو حركة سياسية ومجتمعية تواجه محاولات لتهميشها ، ولكنّها عصية على التهميش ، وتعرف بأنّ الحق يُؤخذ ولن يُعطى ، ولهذا تستمر في مسيرتها النضالية التي تُظهر دوماً التقدم ولو كان بطيئاً .
وعندما بدأت ابنة الشيخ هاشمي رفسنجاني، عضو سابق في البرلمان، في بداية التسعينيات بالترويج لركوب النساء دراجات هوائية، واجهت هجوماً عنيفاً من قبل المحافظين، ولم يكن يتصور أحد بأنه سيأتي زمان يصبح فيه ركوب النساء تلك الدراجات أمراً عادياً في المجتمع وتتقدم المرأة الإيرانية إلى مختلف صنوف الرياضة، من الكرة الطائرة والكرة القدم وغيرهما.
صحيح إن المحافظين وخاصة عدد من مراجع التقليد الشيعة، حرموا النساء من الذهاب إلى الملاعب لتفرج مباريات الكرة القدم، ولكن لم يتمكنوا من منعهم من ممارسة الكرة القدم، تحت تدريب المدربات وبعيداً عن أنظار الرجال. وهكذا وجدت المرأة الإيرانية في الكرة القدم مجالاً لتحقق ذاتها ورغباتها الرياضية .
يقول تقرير الإتحاد الإيراني للكرة القدم إنّ 4 آلافاً من الإيرانيات يمارسن كرة القدم حالياً في مختلف النوادي في أنحاء البلاد، بينما يفيد هذا الإحصاء في العام 2005 أي قبل عشرة أعوام، عن فقد أية امرأة تلعب في نوادي الكرة القدم.
وكانت المدربة البرتغالية هلنا كاستا تتولى مهمة تدريب منتخب النساء الإيراني لكرة القدم حتى وقت قريب، وكانت تساعده المدربة الإيرانية الأمريكية كتايون خسرويار 27 عاماً التي تشتغل بلعب الكرة القدم وثم تدريبها للنساء، منذ 2005.
اللاعبات الإيرانيات للكرة القدم يواجهن تضييقات ربما لا تواجهها النساء في أي بلد، وهي عبارة عن مراعاة الحجاب الشرعي خلال المباريات، مما يستنزف طاقاتهن أمام المنافسين .
ولكن لا شيء يستنزف إرادتهم للمثابرة في طريق الحصول على كامل الحقوق المجتمعية والسياسية ، ولهذا يمكن القول بأن تجربة الإيرانيات في هذا المجال تجربة رائدة تستحق الاحترام.