يا زعماء لبنان ، اليوم لا مقالة بجعبتي ولا حتى تحليل صحفي ، ولكن بخاطري رسالة ، أوجهها لكم بكل محبة فتقبلوها ...
أصدقائي يا من حكمتم لبنان ، أعلم جيداً ما تعانوه مؤخراً وإذ تفاقمت الحركات المعارضة لسياستكم فمن "طلعت ريحتكم " وصولاً لـ "بدنا نحاسب" كلها تظاهرات طالبت بإسقاطكم ، وأهانت شرعيتكم !!
أنا كمواطنة لبنانية أرفض أن يسقط أي منكم ، كما وأشجب أي تشكيك بشرعيتكم ، فتاريخكم السياسي أكبر من أعمار المتظاهرين ، لأنكم وببساطة من عمر لبنان "السيد ، الحر ، المستقل " وتوارثتم السلطة أباً عن جد ...
ولهذا أطلب منكم في هذه المرحلة الدقيقة أن ترتاحوا ، فكفى ما قدمتموه للبنان وكفى ما أخذتموه من الشعب ، ويحق لكم الآن أن تتقاعدوا ولكن ليس وحدكم بل وعائلتكم ، لتبدأ مرحلة سياسية جديدة بعيداً عن مسلككم !
"بدنا رياحتكم " هذه هي حملتنا وهذا ما أتمناه لكم عطفاً عليكم لا مللاً منكم ...
فأنت يا أستاذ نبيه بري بدأت مسيرتك رئيساً لحركة أمل منذ العام 1980 وما زلت ، ومارست السلطة التنفيذية منذ العام 1984 حتى العام 1992 ، لتنتقل منها للتشريعية ولرئاسة مجلس النواب التي ما زالت رهناً لك حتى اليوم ...
أستاذ نبيه بري شكرا لك ، 35 عاماً من الممارسة الحزبية والسياسية ، أصبح من الواجب عليك أن تذهب برحلة استجمام بعيداً عن لبنان وسياسته ، وبما أنك أنت القائل سابقاً "“هناك كثيرون لا يفكّرون إلّا بالسلطة، وليس في مصلحة اللبنانيّين عموماً " ، ندعوك لترك هذه السلطة الآن مشكوراً على خدماتك ولأجل مصلحة لبنانييك ...
كما نتأمل منك وأنت الذي سبق وأعلنت بلسان ابنك "عبد الله" أنّ التوريث السياسي ممنوع ، أن تصطحبه معك بعيداً عن المجلس النيابي وحركة أمل حتى لا يتحوّل الممنوع إلى مرغوب !
أما أنت يا شيخ سعد الحريري ، فأذكرك بعبارة الشهيد رفيق والتي كتبها على المجلس الحكومي "لو دامت لغيرك لما وصلت إليك" ولأن لا شيء يدوم ندعوك اليوم بكل محبة أن تحفظ تاريخ الشهيد وأن تأخذ إجازة أبدية من السياسة اللبنانية ومن التيار ...
فوالدك يا شيخ سعد قد مارس السياسة في لبنان لمدة تقارب الاثني عشر عاماً ، وأنت أنهيت العام السياسي العاشر في لبنان أي بمجموع عائلتك 22 عاماً ، لذا وعملاً بنصيحة الشهيد ولأن لا شيء يدوم آن للحريرية أن تنتهي سياسياً في لبنان مع امتناننا لكل ما قدمته ، ولكن العمل السياسي متعب ونحن نريد لك يا شيخ سعد أن تنعم بحياة هادئة !
حضرة الـ بيك ، وليد بك جنبلاط ، منذ عصر الكمال لعهدك للآتي تيمور وأنتم زعماء الجبل والسياسة ، حقاّ إنّنا نحترمك ونقدر الحنكة السياسية التي تتمتع بها ، ولكن آن لك أن تحتفظ بخبراتك جانباً وأن تعتزل العمل السياسي ...
وليد بك "بالأملية" ابنك تيمور لا يصلح لزعامة الحزب ولا لكرسي نيابي ، فلماذا تنهك نفسك السياسي في إعداده ؟
لماذا ؟
وتاريخ عائلتك الذي إن أردنا حصره منذ شارك كمال جنبلاط بتأسيس الحزب التقدمي الإشتراكي 1949 ، يبلغ 66 عاماً !
وليد بك مع احترامنا الكامل إحفظ هذا التاريخ وافتح باب التجديد للجبل وللسياسة فيحق لك ولاسرتكم أن ترتاح !
الرئيس أمين الجميل ، عائلتك في ساحة الأحزاب منذ أسس والدك بيار الجميل حزب الكتائب عام 1936 ، وبدأ العمل الوزاري عام 1958 ، هذا العمل السياسي الذي تابعته عن شقيقك الرئيس الشهيد بشير الجميل ، فترأست الحزب كما لبنان ...
مسيرة عائلتكم لم تتوقف عند شخصكم بل تتابعت مع ابنك الشهيد بيار جميل الذي دخل السلطة التشريعية نائباً ، ثم عين وزيراً للصناعة ، وبعد استشهاده ظهر سامي وبقوة على الساحة السياسية نائباً وزعيماً لحزب الكتائب !
79 عاماً هو عمر عائلتك الحزبي والسياسي يا شيخ أمين ، ألا ترى معي أنه آن للسلطة المتمثلة بكم أن تأخذ استراحة من لبنان ، ومن تعقيداته ،فلكم من التاريخ ما أردتم من الحظ وأكثر ، وبإمكانكم الآن أن تتوقفوا الآن وبكل ضمير مرتاح عن الممارسة الحزبية والسياسية ...
ولأننا متعاطفين معكم ، ومع سامي ، نقول لكما تنحّيا جانباً ، وخذا "بريك" أبدي من السلطة !
حضرة الجنرال ميشال عون ، تاريخك السلطوي "حافل" ، هذا التاريخ الذي بدأ بقيادتك للجيش سنة 1984 ، ثم تتابع بتشكيلك حكومة عسكرية كنت أنت رئيس الوزراء فيها ورئيس الجمهورية بالوكالة من العام 1988 حتى 1990 ، عهد حكمك يا جنرال لم يكن "مزدهراً" ، إذ شهد انقساماً للجيش وتداعيات ، إضافة لرفضك للطائف الذي أدى لإنهاء خدماتك في قصر بعبدا وهروبك لمنفاك الفرنسي 1991 !
في عام 2005 عدت إلى لبنان (بعد الإنسحاب السوري) مطالباً بجائزة سلطوية كتعويض عن تهجيرك ، جنرال عون أخذت جائزتك وأكثر ، 10 سنوات في لبنان أسست تيارك ، وضعت في المجلس النيابي أفراد عائلتك ، فرضت على أهم الوزارات صهرك ثم سلمته حديثاً رئاسة التيار ..
ومع كل هذه الغنائم ما زلت تطالب بقيادة الجيش وبالرئاسة ؟!
جنرال وبكل تقدير "العمر الو حق " ، يجب أن تأخذ فترة نقاهة بعيداً عن كل المحاصصات والمراكز ، وان تستبدل حلمك بقصر بعبدا لإجازة تقضيها في فرنسا أمام برج ايفل !
جنرال لأننا نحترم ماضيك وحاضرك نريدك أن تعتكف حتى ترتاح !
الحكيم ، سمير جعجع ، تاريخك الحزبي بدأ عام 1976 ، حيث إلتحقت بحزب القوات اللبنانية ،وظلّ متتابعاً حتى العام 1985 حيث انتفضت على رئيس القوات فؤاد أبو ناضر وأطحت به ، لتتسلم قيادته عام 1986 ...
18 عاماً هو تاريخ ممارستك الحزبية ورصيد خوضك الحروب التي استمرت حتى 1994 تاريخ دخولك السجن !
عام 2005 انتخبت زوجتك في المجلس النيابي ، وخرجت من السجن إثر الإنسحاب السوري لتعود وتشكل حزب القوات اللبنانية !
لك في المجلس النيابي ثماني مقاعد ، والآن تطمح لبعبدا كتعويض عن سنوات سجنك ... حضرة الحكيم 28 عاماً في الأحزاب والسلطة عهد كامل ، ويجب أن يكتب تاريخ نهايته !
ولأنك السباق نطلب منك أنت أن تحدد هذا التاريخ الآن قبل الغد وأن تبتعد عن جو السياسة المشحون ، فمن بعد 11 عاماً في السجن تستحق أن تأخذ إستراحة طويلة الأمد ، لذا أدعوك أنت وزوجتك لحل حزب القوات وللقيام بجولة سياحية حول العالم !
هنا أنهي رسالتي ، وإن فقط توجهت بها إلى بعض الأقطاب لبنانية ، غير أن المضمون موجه لكل الطبقة السياسية دون إستنثاء ، إلا أنه ومنعاً للإطالة ، حصرت الرسالة بالأقطاب الأكثر قدماً وتمسكاً بالمقاعد !