التحركات الشبابية المدنية تكبر كـ«كرة الثلج» وصولاً الى التظاهرة الكبرى نهار السبت والتي دعت اليها حملة «طلعت ريحتكم» ضد الطبقة السياسية وفسادها ومحاصصاتها، من النفايات الى الخلوي الى النفط الى كل الامور الحياتية.
التحضيرات متواصلة لانجاح تحرك السبت في ظل مشاركة كل المنظمات الشبابية، فيما دعا التيار الوطني الحر جماهيره وطلابه ورؤساء البلديات الى المشاركة السبت. هذا لا يغني عن التحركات الشعبية التي ينظمها التيار الوطنيّ الحر الاسبوع المقبل وسيعلن عنها العماد ميشال عون في مؤتمر صحافي غداً.
ورغم ما يتعرض له «المجتمع المدني» عبر تحركاته الشعبية على الارض وتحديداً في رياض الصلح، من «شائعات» من قبل الطبقة السياسية عن «غوغائية» المنظمين وجهات تقف وراء تحركاتهم لهز الاستقرار بالاضافة الى تصدي القوى الامنية للمشاركين وحملة الاعتقالات في صفوفهم والتي وصلت الى 90 موقوفاً افرج عن معظمهم وبقي شخصان قيد التحقيق، فان المنظمين مصرون على استمرار تحركاتهم وصولاً الى تحقيق مطالبهم، ولن ينسحبوا من الشارع قبل تراجع السلطة عن قرارتها في المحاصصات، فيما الطبقة السياسية تسد اذانها، وتصر على أن الاوضاع في البلاد في احسن «احوالها» و«المحتجين» سيتراجعون غداً او بعد غد.
الطبقة السياسية تؤكد ان الاوضاع مستقرة، والبلاد بافضل حالاتها، لكن الناس يسألون عما فعلته هذه الحكومة منذ تشكيلها سوى المناكفات وتعميم اليأس على الناس وضرب الشراكة، والطامة الكبرى كانت في ملف النفايات والمحاصصة المكشوفة وعلى «عينك يا تاجر» ودون اي مراعاة لمشاعر الناس والاستخفاف بعقولهم ومشاعرهم من اجل ارضاء الطبقة السياسية لنزواتها.
ممارسات الحكومة وهذه الطبقة السياسية هي السبب في وصول البلاد الى المشهد الذي نعيشه، لان «صبر الناس نفذ» ولم يعد امام الناس الا الشارع لانتزاع حقوقها.
وقد نجحت منظمات «المجتمع المدني» امس من تنظيم مسيرة من رياض الصلح حتى الجامعة الاميركية واطمأنوا الى صحة الجريح محمد قصير الذي اصيب في مواجهات السبت الماضي. كما تفقدوا باقي الجرحى وتابعوا اوضاع الموقوفين لدى القضاء حتى الافراج عنهم، وعادوا الى رياض الصلح رافعين الشعارات ضد الطبقة السياسية وفسادها، وقاموا بتنظيف ساحة رياض الصلح واضاؤوا «الشموع» تأكيدا علي سلمية تحركاتهم.
وفي المقلب السياسي فان جهود «الاستاذ» استمرّت على مدار الساعات الماضية مباشرة عبر الاتصالات التي شملت العديد من القيادات والرئيس تمام سلام أو عبر وزيره علي حسن خليل وشملت العماد عون وحزب الله، فان هذه الجهود لم يكتب لها «النجاح الشامل» وان كانت نجحت باقناع الرئيس تمام سلام بتجميد نشر المراسيم السبعين في الجريدة الرسمية اليوم. لكن العماد ميشال عون اصر على عدم المس بصلاحيات رئيس الجمهورية والوصول الى توافق حول الية عمل مجلس الوزراء، وعدم الموافقة على البحث بجدول اعمال يتضمن نقل اعتمادات لوزارة المالية لدفع رواتب موظفي القطاع العام، بالاضافة الى قضية التحكيم المقام على الدولة اللبنانية من قبل احدى شركات الطيران، وكذلك القروض الميسرة والهبات الممنوحة للبنان قبل ان يخسرها. واصر العماد عون على البحث بالآلية قبل جدول الاعمال وهذا ما رفضه الرئيس سلام وحلفاؤه، حيث يصر الرئىس سلام حسب اوساطه على انتاجية الحكومة واقرار البنود المطروحة والتأكيد على ضرورة تجاوز التعطيل والا لا جدوى من بقاء الحكومة.
وقال وزير الاعلام رمزي جريج «ان جلسة اليوم ستستمر ولو انسحب وزراء التكتل والطاشناق وحزب الله».
وفي المعلومات ان جلسة الحكومة ستعقد اليوم وفي حضور وزراء التيار وحزب الله والطاشناق والمردة، وستكون عادية وستشهد سجالاً على الآلية. واذا اصر الرئيس سلام على استمرار الجلسة كما حصل الثلثاء، فان وزراء التيار سيأخذون موقفهم. وحسب اوساط حزب الله، فان وزراء «التيار» اذا قرروا الانسحاب فان وزيري حزب الله سينسحبان ايضاً وسيتضامنان مع وزراء تكتل التغيير والاصلاح. ودعا الوزير حسين الحاج حسن الى تلبية مطالب التيار الوطني الحر لتحقيق الشراكة وتفعيل الحكومة.
واشارت مصادر سياسية متابعة ان انسحاب وزراء الحزب والتيار والطاشناق والمردة لا يعني تعليق مشاركتهم باجتماعات مجلس الوزراء، واكدت ان استقالة هؤلاء الوزراء غير مطروحة حالياً، وهناك حرص على استمرار الحكومة.
العماد ميشال عون أجّل مؤتمره الصحافي أمس، والقنبلة السياسية التي كان سيفجرها أجّلها ليوم غد الجمعة واعطى للاتصالات فرصة للوصول الى «توافق» لم يبصر النور بسبب استمرار الخلاف على الآلية. لذلك فان العماد عون سيدعو في مؤتمره الصحافي غداً، الى اعلان الخطوات المكملة لاجراء انسحاب وزراء التكتل وحزب الله من جلسة الثلثاء.
وذكرت مصادر التيار الوطني الحر «ان نتائج الاتصالات افقها مسدود حتى الآن، والثقة مفقودة والشعب سيقرر السبت. واكدت العودة الى التظاهر الخاص والمشترك السبت عبر المشاركة بتظاهرة «طلعت ريحكتم» والنزول الى الشارع الاسبوع المقبل، وسيعلن العماد عون عن خطوات التحركات خلال المؤتمر الصحافي غداً. واكدت المصادر ان العماد عون سيعطي فرصة اخيرة للحكومة اليوم، فاما ان يصار الى العودة للتوافق في اتخاذ القرارات او العودة الى الشارع.
وقال عضو تكتل التغيير والاصلاح الوزير السابق سليم جريصاتي «ان العماد عون اجّل مؤتمره الصحافي الى الجمعة كي ينتظر نتائج جلسة «للصبر حدود» وهو العنوان الذي اطلقه الرئيس سلام على الجلسة، وهذا العنوان الذي اطلقه سلام ينسحب ايضاً على وزراء تكتل التغيير وحزب الله لان «لصبرهم حدوداً» ايضاً، الذين انسحبوا من الجلسة احتجاجاً على استباحة الشراكة الوطنية وصلاحيات رئيس الجمهورية حال غيابه بالنسبة الى اصدار وطلب نشر المراسيم العادية. لذلك جلسة «للصبر حددو» اليوم هي المفصل بين الصدام داخل الحكومة او اعادة تفعيلها».
واشار جريصاتي: لذلك نقول جلسة اليوم مفصلية وعلى سلام ان يعود الى النهج الذي ارساه عند تشيكل الحكومة. لذلك موقف التكتل وحزب الله سيظهر بقوة خلال الجلسة وسينعكس على نتائجها.
واشار الى ان حضور الجلسات قرار مبدئي يمكن ان تطويه الساعات المقبلة.
واشارت اوساط نيابية شاركت في لقاء الاربعاء النيابي ان الاتصالات ستتواصل حتى ما قبل عقد جلسة مجلس الوزراء للوصول الى تفاهم، ورفع المراسيم التي لم يوقعها وزراء التكتل والحزب لهم للاطلاع عليها وتوقيعها، وقد نجح الرئيس بري في هذا الأمر.
واوضحت ان الاجواء ايجابية من اجل انعقاد مجلس الوزراء بروح من التفاهم.
وعلم ان وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله والطاشناق والمردة يرفضون التوقيع على المراسيم التالية:
ـ مرسوم يقضي بدفع 722.6 مليار ليرة لشركة سوكومي شقيقة شركة سوكلين بدل جمع النفايات في بيروت، ومرسوم آخر بقيمة 300 الف دولار للاستشاري لاسيكو المشرف على اعمال سوكلين، كذلك مرسوم آخر بقيمة 453 الف دولار للاستشاري نفسه، ومرسوم آخر بقيمة 10 ملايين دولار لشركة «سوكومي» ومرسوم بقيمة 583 مليون ليرة لجمع النفايات من جزين و4 مليارات ليرة لشركة «لافاجيت» العائدة لشقيق جهاد ازعور شريك السنيورة ومرسوم آخر للشركة نفسها بقيمة 868.3 مليار ليرة ومرسوم بقيمة ملياري ليرة للشركة التي تجمع النفايات في الزهراني، اضافة الى مراسيم اخرى لمؤسسات اتجار بالسلاح ومراسيم قبول استقالات ضباط وتوزيع اعتمادات ومنها لوزارة الصحة.
ـ قمة روحية ـ
في موازاة ذلك، اشارت دوائر بطريركية ان الاتصالات الهادفة الى عقد قمة روحية ما زالت جارية بين البطريرك الراعي والقادة الروحيين تمهيداً لعقدها في وقت قريب لاطلاق «صرخة» بوجه المسؤولين للاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية.
ـ نفايات عكار ـ
أهالي عكار والشمال يستعدون للقيام بتحركات شعبية حاشدة رفضا «لمطمر الموت» في سهل عكار الزراعي في منطقة «سرار» وسينظمون عصر اليوم حركة احتجاجية كبرى في ساحة العبدة يشارك فيها المجتمع المدني والجمعيات والنقابات ورؤساء البلديات، خصوصاً ان قرار الحكومة باقامة مطمر في المنطقة لم يبحث مع اهالي المنطقة ورؤساء بلدياتها والبحث تم مع احد نواب المنطقة فقط، فيما العديد من النواب يرفضون ذلك، وحصلت خلافات بين نواب عكار، وبالتالي فان الرفض الشعبي سيسقط قرار الحكومة بتحويل عكار الى «مطمر للموت» وتالياً رفض معادلة «الزبالة مقابل الانماء» لان انماء منطقة عكار هو واجب الدولة، خصوصاً أنها قدمت خيرة شبابها دفاعاً عن الوطن وترفض ان تعاملها الحكومة بهذه الطريقة.