لا شكّ ولا ريب أنّ نزول الجماهير الغاضبة إلى الساحات يعتبر أمراً أكثر من طبيعي ، فلا داعي ها هنا لسرد مبررات هذا النزول ، أو الحديث عن مسببات هذه الأمواج العاتية من الغضب الجماهيري، هذا إن لم نقل أنّ التعبير عن هذا الغضب الدفين منذ سنوات قد تأخر كثيراً ...
يبقى لا بد من التذكير والتحذير أنّ هذه الطبقة السياسية التي عاثت في البلاد فساداً قد احترفت بشكل كبير كلّ فنون السرقات على أنواعها ، حتى وصل بها الأمر إلى سرقة العقول والقلوب والمشاعر ، وبالتالي فإنّ الخوف كل الخوف الآن هو من سرقة هذا الغضب الجماهيري من قبل هذه الطغمة نفسها ، وهذا ما تعمل عليه أحزاب السلطة هذه الأيام ...
فعلى الجماهير أن تعي جيداً أنّها تواجه مجموعة من اللصوص الأذكياء جداً وعليهم أن يحموا بالدرجة الأولى غضبهم منهم ، من خلال عدم خلق أيّ ثغرة يمكنهم النفاذ منها ، وأخطر هذه الثغرات هي التمييز بين الطبقة السياسية، واستثناء أي منهم ...