يعول المدير الفني لـ "منتخب اللبناني" المونتنيغري ميودراغ رادولوفيتش كثيرا على المباراة التي يخوضها منتخبه أمام "العراقي" في الخامسة بعد ظهر اليوم على "ملعب صيدا البلدي"، وستكون الفرصة متاحة أمامه كي يبني عليها حساباته قبل لقاء "الكوري الجنوبي" في 8 أيلول المقبل.
أمور عدة ترتسم في ذهن رادولوفيتش، فهو كان يعتبر انه لم يكون صورة وافية عن اللاعب اللبناني عندما تسلم مهمته قبل خوض غمار التصفيات، وخصوصا أولئك الذين كانوا يلعبون لـ "المنتخب" في السابق، لكنه أدرك هذه المرة ان بمقدوره رؤية كل الأمور من زاوية فنية، بحيث عبر في أكثر من مناسبة عن تمنياته بالوصول إلى تشكيلة متكاملة تجمع بين عنصري الخبرة على الصعيدين المحلي والاحترافي.
وواجه المنتخب على حد رأي رادولوفيتش بعض الصعوبة في مباراتيه السابقتين أمام "الكويتي" و "اللاووسي"، لكنه رغم الخسارة في الأولى فإنه قدم ما يستحق منه، وجاءت الخسارة على حد قوله بعكس مجريات المباراة.
وأمام "اللاوسي"، فإن التخوف كان من أغلاط عفوية قد يدفع ثمنها، لأن "المنتخب" لم يكن مقنعا كفايةً رغم الفوز، خصوصا انه كان يلعب ضد مجموعة لاعبين هواة مستجدين على التصفيات، ورغم الفارق الكبير فإن "اللبناني" كان عاجزا عن التفوق التهديفي والميداني.
أمام تلك المعطيات، كان على رادولوفيتش البحث عن أمور متعددة في تشكيلته الحالية، منها على سبيل المثال صانع الألعاب المتمكن القادر على خلق الفرص من وراء المدافعين والدفع باتجاه المرمى، وهذا ما لم يصنعه أصحاب الخبرة باستثناء حسن معتوق، ما دفعه إلى التشديد على هذه الناحية في مرحلة الاستعدادات، والاستعانة بلاعبين محترفين لم يرهم من قبل، إلا عبر "أشرطة الفيديو".
لذلك، تعتبر مباراة اليوم اختبارا حقيقيا أمام رادولوفيتش لاكتشاف المزيد، وقد يلجأ إلى أمور عدة منها إشراك محمد علي خان في الدفاع، الى جانب يوسف محمد، وكذلك عدنان حيدر كلاعب ارتكاز مهمته تسليم الكرات وهو المركز الذي شغله رضا عنتر في السابق، بينما سيشرك خضر سلامي كلاعب وسط متحرك وسريع وممول، وسيدفع بباسل جرادي وراء المهاجمين كونه من اللاعبين المتمرسين في هذا المركز، في الوقت الذي سيلعب محمد رمضان مهاجما، وهذا الأمر سيمكنه من اكتشاف الجديد في تشكيلته في الوقت الذي سيشارك البقية من لاعبيه المعروفين أمثال هيثم فاعور ونور منصور ومحمد حيدر وحسين عواضة وحسن محمد.
ويقول مدير "المنتخب" فؤاد بلهوان: "نحاول دائما البحث عن الأفضل، وهذه المباراة تمثل فرصة ذهبية لتجربة اللاعبين نظرا لأن "العراقي" من المنتخبات القوية واللعب أمامه يوفر لنا المزيد من الفرص".
وعن باقي اللاعبين المحترفين، يقول بلهوان: "إنهم يرتبطون مع فرقهم ولم يحضروا بسبب هذا الارتباط، واللاعب الذي سيتمكن من الوصول قبل المباراة مع "الفلسطيني" في 31 الحالي فإن المدير الفني سيضمه إلى المجموعة الحالية، أما إذا لم يلحق هؤلاء بالمباراة فإنهم سينضمون إلى المنتخب في معسكره الذي يبدأ في 2 أيلول المقبل".
"المنتخب العراقي"
من جانبه، فإن "العراقي" الذي كان يقيم معسكرا إعداديا في قطر، وصل إلى لبنان من دون اللاعبين المحترفين مثل ضرغام إسماعيل وعلي عدنان وجستن ميرام وياسر قاسم وسعد عبد الأمير وكرار جاسم وغيرهم، لكنه اصطحب معه نجمه يونس محمود والحارس المخضرم نور صبري اللذين سيشاركان أمام "اللبناني".
ويأمل مدرب المنتخب يحيى علوان أن يستفيد من مباراة اليوم وان تكون تجربة للبناء عليها في المستقبل، ويعتبر علوان من المدربين الكبار، فقد تسلم دفة المنتخب بعد اعتذار البوسني جمال حاجي عن مهمته، فكان أن تمت الاستعانة به لأنه كان يدرب "المنتخب الأولمبي"، فضم 7 لاعبين منه ليكونوا ضمن التشكيلة الحالية.
وتعرض علوان لانتقادات كثيرة من الصحافة العراقية والشارع العراقي بعد الخسارة أمام "لخويا" القطري في المباراة الإعدادية التي أجريت منذ أيام في الدوحة، لكنه لم يتأثر بها، معتبرا أن خسارة منتخب بلاعبين محليين أمام فريق محترف شيء طبيعي ويجب عدم تسليط الضوء على الخسارة والتهجم بهذا الشكل "ولكي تصل إلى الأفضل عليك تحمل كل شيء".
ويقول علوان لـ "السفير": "زيارتنا إلى لبنان مهمة على أكثر من صعيد، وقد تعطينا الحافز كي نقف جيدا على مستويات لاعبينا ونختبرهم لأننا سنلعب أمام منتخب قوي ولديه عناصر تتمتع بباع طويل".
ويضيف: "المباراة هي تكملة لبرنامج طويل وُضع وبدأ بمعسكر في قطر، مرورا في لبنان، ثم نغادر بعدها إلى إيران لمتابعة الاستعدادات للمباراة المرتقبة أمام "التايواني" في 3 المقبل ثم "التايلاندي" في 8 منه، وسينضم إلى البعثة هناك كل اللاعبين المحترفين أمثال جستن ميرام وشيركو كريم وكرار جاسم وضرغام اسماعيل وغيرهم".
وعن نظرته لـ "اللبناني" يقول: "نحن نحترم كثيرا المنتخب اللبناني نظرا للنتائج الكبيرة التي حققها في تصفيات "مونديال 2014"، ونأمل أن تأتي المباراة على جانب كبير من الإثارة والمتعة، وبرأيي أننا سنستفيد منها كثيرا، لأن اللبناني يضم مجموعة لاعبين بمواصفات عالية جدا".
(اسماعيل حيدر – السفير)