يبدو ان طريقة ادارة الازمة حكوميا لا تزال قائمة على سياسة لحس المبرد، وجل ما افرزه المشهد الحكومي امس قرار ببدء جمع النفايات وإعادة النظر بالمناقصات التي اضاء فض عروضها امس في شكل فاضح على استمرار المحاصصة السياسية وتناتش "قطعة الجبن".
لقد أخفق مجلس الوزراء في التوصل الى طرح يضع حدا نهائيا لكارثة النفايات. وقرر عدم الموافقة على نتائج مناقصات شركات معالجة النفايات وكلّف اللجنة الوزارية إعادة درس الملف لإيجاد البدائل، بسبب ارتفاع الاسعار وفق ما أكد وزير البيئة محمد المشنوق، ما أعاد قطار الحل بعيد المدى الذي كان يُعمل لارسائه، الى محطته الاولى. الا ان الاتصالات يبدو نجحت في فتح مطمر سرار ما يشكّل معالجة آنية، وتخديرا موضعيا للأزمة يسمح برفع النفايات من الطرق سريعا، بدليل ان المجلس أقر 100 مليون دولار لمنطقة عكار، على أن توزع إلى 3 دفعات على 3 سنوات "ما يساعد على إيجاد حل سريع للنفايات"، كما أكد وزير الإعلام رمزي جريج.
وكانت الجلسة شهدت انسحاب وزيري "التيّار الوطني الحر"، ومعهما وزيرا "حزب الله" ووزير "الطاشناق"، علما ان وزير "تيار المردة" روني عريجي موجود خارج البلاد، وقد تولت قيادة التيار اعلان التضامن مع الحلفاء في خطوة الانسحاب.
في غضون ذلك، تردد ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" الذي يعقد مؤتمرا صحافيا قبل ظهر اليوم، سيعلن عن التوجه الى الشارع مجددا، قبيل او تزامنا مع جلسة مجلس الوزراء المقررة الخميس، علما ان الجنرال كان رأس عصر أمس اجتماعاً لكوادر ومنسّقي التيّار الوطني الحر، تحضيرا للتحرك العتيد. وتعليقا على هذه المعلومات، أشار عضو التكتل النائب ناجي غاريوس لـ"المركزية" الى "أننا لسنا بعيدين من الشارع الذي يشكل تعبيرا صادقا مكشوفا يسمح بالاعتراض على من اوصل البلاد الى الوضع المأسوي الذي تعيشه".
ميدانيا، وبعد 24 ساعة على وضع المكعبات الاسمنتية في وسط بيروت، أصدر رئيس الحكومة تمام سلام توجيهات تقضي بإزالة الجدار من امام السراي الحكومي، في خطوة لافتة وضعها المراقبون في خانة رفض عزل السلطة عن الشعب لأنها وُجدت لخدمته. في الاثناء، نفّذ بعض الناشطين البيئيين وقفة احتجاجية في ساحة رياض الصلح استنكارا نتائج المناقصات تزامنا مع جلسة مجلس الوزراء.
وعادت اللجنة المنظمة للتحرك الشعبي في ساحة رياض الصلح الى الاعتصام بعد ظهر امس الا ان مندسين عادوا الى التشويش على الاعتصام السلمي ورموا القوى الامنية بالحجارة وقنابل المولوتوف وأفيد عن تدافع بين المتظاهرين وقوى الامن في ساحة رياض الصلح وسقوط جريحين بإصابات مختلفة.
ولاحقاً أعلنت اللجنة المنظمة للتحرك الشعبي انها غير مسؤولة عن اي احد من المشاركين بعد الساعة التاسعة مساء في وسط بيروت.