«فضائح الدولة تتوالى» وصورتها ظهرت بشكل ولا «ابشع» امس، في ظل استهتار واضح ومكشوف لمشاعر اللبنانيين وقيمهم وتحركاتهم الشعبية، حتى ان هذه الطبقة السياسية لم تتمكن من اخفاء فضائحها في ملف النفايات فاضطرت الى الغاء المناقصات لان عملية «تنظيم السرقة» لم تكتمل بعد، وليس لاي سبب آخر، في ظل احاديث عن عودة «سوكلين» التي كلفت بنقل النفايات الى منطقة عكار بعد ان اختارت الحكومة سهل عكار الزراعي مكانا للطمر في منطقة «سرار» مقابل 100 مليون دولار مقسطة على 3 سنوات لانماء عكار وكأن انماء عكار لا يمر الا عبر معادلة «الاموال مقابل الزبالة».
فضيحة «المناقصات» في النفايات عبر توزيع منظم للشركات على رموز الطبقة السياسية وابنائهم كان سيزيد من الاعباء المالية على الدولة 330 مليار ليرة لبنانية، نتيجة الاسعار الاغلى عالميا، حيث تستفيد كل الدول من النفايات لانتاج الكهرباء والاسمدة واقامة المعامل وادخال اموال الى خزينة الدولة الا في لبنان حيث يكلف هذا الملف اموالاً ويزيد من الاعباء على المواطنين عبر النهب المنظم الذي يدخل الى جيوب الطبقة السياسية، وتتجاوز المليار دولار واكثر «على عينك يا تاجر» و«دون اي حياء» او اي احترام للحد الادنى من مشاعر الناس. كما حصل في مناقصات امس وما يقلق السياسيين هو الحراك المدني المتصاعد «العفوي» «اليومي» في الساحات، والتي تحاول الطبقة السياسية «الغاءه» و«مصادرته» والتشكيك بمنظميه، والحديث عن مؤامرات وسفارات، لان هذه الطبقة السياسية لم تتعود على المحاسبة، وكانت تمارس كل «المحرمات» دون ان يصدر اي اعتراض على «نهبها» وقمعها، «لاوادم» الناس «بالزعران»، ومصادرة حتى الهواء النقي عبر النفايات السياسية وقتل كل امل بالتغيير، لكن الامور بدأت تتبدل الآن عبر مسار «تغييري»، «شعبي» مدني، جديد ودائما «رحلة الالف ميل تبدأ بميل واحد».
التحركات الشعبية في رياض الصلح امس، عبأت الفراغ السياسي، وكشفت «الشلل» و«القرف» الذي يعيشه اللبنانيون لكن اللافت ان التحركات الشعبية لم تتمكن حتى الآن من «تنظم صفوفها» والاستفادة من اخطاء الايام الماضية عبر التصدي للمندسين، وتشكل حاجز بشري لمنع اي اعتداء على قوى الامن، حيث نجح المندسون امس ولليوم الثاني بتشويه التحركات المطلبية عبر افتعال اعمال شغب وتكسير للمحلات وللوحات الاعلانية واضرام النار في بعض المستوعبات وتحويل ساحة رياض الصلح الى ساحة حرب ورشق قوى الامن بالحجارة والآلات الحادة. وافيد عن القاء قنبلتين مولوتوف باتجاه قوى الامن الداخلي التي ردت ليلاً باقتحام ساحة رياض الصلح واخلاء المتظاهرين بالقوة وافيد عن سقوط جرحى من الطرفين نقلوا الى المسشتفيات.
صورة التحركات الشعبية تعاملت معها مختلف وسائل الاعلام العالمية بايجابية، وحيت المتظاهرين السلميين وانتقدت اعمال العنف بحقهم، وتحدثت وسائل الاعلام المختلفة عن «مندسين» لكنها اشادت بطروحات شباب الربيع اللبناني.
وطالبت السفارة الاميركية في بيروت بضرورة احترام حرية الشعب، وحذرت من اي عمليات قمع للمتظاهرين، ووجهت انذاراً بعدم استخدام القمع ورفض السلوك القمعي.
الصورة الشعبية لحراك امس، كانت تقابلها صورة سيئة في مجلس الوزراء، عبر خلاف سياسي حاد، وانقسامات ادت الى انسحاب وزراء حزب الله والتيار الوطني الحر والطاشناق وتضامن وزير المردة معهم عبر بيان. ورغم انسحاب 4 مكونات سياسية اساسية في البلاد، فانه لم «ترف» «عيني» الرئيس تمام سلام والـ 17 وزيراً المتضامنين معه، واستمرت الجلسة وكأن شيئاً لم يكن واتخذت القرارات والاعلان عن جلسة لمجلس الوزراء غدا وبجدول اعمال ونقل اعتمادات لوزارة المالية لدفع رواتب الموظفين، فيما مطالب وزراء عون وحزب الله والطاشناق والمردة «بالشراكة» والحفاظ على صلاحيات رئيس الجمهورية رد عليها سلام بانها امور سياسية تناقش خارج مجلس الوزراء واعترف بانها امور محقة مع «الآلية» لكن يجب التوافق عليها بين المكونات السياسية على ان يبقى مجلس الوزراء للعمل .
هذا التحدي لن يمر مرور الكرام، في ظل رفض واضح من التيار الوطني الحر وحزب الله والطاشناق والمردة لسلوك الرئيس سلام بمتابعة الجلسة حيث اصبح الرئيس سلام فريقاً وليس حكماً في مجلس الوزراء، ومن المتوقع ان يرد العماد ميشال عون في مؤتمر صحافي من الرابية، على خطوات سلام وحلفائه لجهة رفضه للشراكة ولمكونات سياسية اساسية.
وفي المعلومات، ان الرد سيكون من خلال الشارع وعبر التصعيد، بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء الخميس، والامور متجهة الى التصعيد، وحذر مرجع «وسطي» من هذه الاجواء وكشف بان الامور قد تذهب الى استقالة الحكومة كمخرج للمأزق الذي يعيشه الجميع.
وعن اجواء جلسة مجلس الوزراء قالت مصادر وزارية انه بعد مداخلة للرئيس سلام تطرق فيها الى الوضع الداخلي وما حصل يومي السبت والاحد في رياض الصلح طلب بحث ملف النفايات بعد ان تفاقمت الامور، فاخذ الكلام وزير الداخلية نهاد المشنوق فاقترح ان يتم تأمين تمويل بمئة مليون دولار لعكار كمشاريع تنموية في مقابل ايجاد مطامر لنقل النفايات اليها.
وهنا تدخل وزيري التيار الوطني الحر جبران باسيل والياس ابو صعب فاعترض على بحث ملف النفايات وطلبا البحث في الية عمل الحكومة وتساءلا عن طريقة توقيع المراسيم التي تجاوز عددها الـ70 معتبرين ذلك تجاوزاً لما تم الاتفاق عليه مع بداية تشكيل الحكومة بما خص توقيع المراسيم وبالتالي اعتبرا ذلك تجاوزاً للشراكة ومن ثم اعرب وزيري حزب الله عن تضامنهما مع ما طرحه وزيري التيار.
وفي ضوء كلام للرئيس سلام الذي اعلن انه لا يعارض ما طرحه وزراء التيار وحزب الله ولكن هذه المواضيع تطرح خارج مجلس الوزراء مع القيادات السياسية الممثلة في الحكومة وقال ان الاولوية في جلسة اليوم هي النفايات ولا بد من اتخاذ قرار بذلك، وفي ضوء ذلك انسحب الوزراء باسيل وحسين الحاج حسن ومحمد فنيش بعد ان كان الوزير ابو صعب غادر الجلسة قبل ذلك وكذلك الوزير ارتور نظاريان فيما اصدر تيار المردة بيانا اعلن فيه وقوفه الى جانب حلفائه.
وقالت مصادر وزارية انه بعد مغادرة الوزراء جرى استكمال النقاش والاسئلة واقرار الاقتراح بالاجماع.
وبعد ذلك انتقل النقاش الى المناقصات التي اجريت اول امس حول تلزيم النفايات فابدى كل من الوزيرين علي حسن خليل ووائل ابو فاعور اعتراضهما على الاسعار الخيالية التي تضمنتها دفاتر شروط المناقصات وفي ضوء ذلك حصل نقاش موسع شارك فيها معظم الوزراء وكانت وجهات نظر متعددة وقالت المصادر ان اجماعا حصل بين الوزراء على اعتبار الاسعار مرتفعة لكن لم يكن هناك اجماع على طريقة تخفيض الاسعار. فاقترح بعض الوزراء الغاء المناقصات والبعض الاخر ادخال تعديلات عليها وعلى دفتر الشروط ولكن في ضوء المناقشات كان الحل الانسب برفضها والغائها واجراء مناقصات جديدة.
واشار الوزير جبران باسيل، ان رئيس الحكومة يستبيح صلاحيات رئيس الجمهورية من خلال توقيعه على بعض المراسيم، وادارة اوضاع البلاد بهذه الطريقة سيؤدي الى ثورة في البلاد.
وقال: ان المراسيم هي الصلاحية المتبقية لرئيس الجمهورية، وان هذا القدر من الاستخفاف يؤدي اكثر فاكثر الى منزلقات نحاول تجنبها، حقن الناس بهذا الشكل من الاستهتار وضرب الشراكة يجعلنا نقول اننا لن نقبل بان نكون في مجلس وزراء لا تؤخذ فيه الامور بالدستور والشراكة والتوافق. فاما ننزل الى مجلس الوزراء ونشارك نتوافق، من دون ان تمر المواضيع غيرا لمتوافق عليها، او لاننزل الى مجلس الوزراء لن نكون شهود زور ومتفرجين....!!

 

 

بري: مرتاح لالغاء المناقصات

بالمقابل، تلقى الرئيس نبيه بري خبر الغاء المناقصات «بارتياح» بعد ان طالب عشية الجلسة بتعديل اسعار المناقصات، او الغائها بسبب ارتفاع اسعارها.

اللواء ابراهيم شكر قطر وتركيا على دورهما باطلاق الشقيقتين عابدين

تسلم الأمن العام اللبناني في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بعد ظهر امس الشقيقتين نيبال وحورية عابدين اللتين كانتا محجوزتين لدى المعارضة السورية أثر الافراج عنهما نتيجة للجهود الكثيفة التي قام بها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وفي اتصال اجرته الديار مع مدير الامن العام اللواء ابراهيم عن كيفية اتمام العملية رفض اللواء ابراهيم الدخول في تفاصيل ما جرى لكنه شكر قطر وتركيا على دورهما في المساعدة على اتمام عملية الافراج عن الفتاتين اللبنانيتين وعودتهما الى اهلهما سالمين.
وفي المعلومات، ان قطر لعبت الدور الاساسي في الافراج عن الفتاتين كما ان دورها الايجابي ما زال مستمرا لاطلاق العسكريين اللبنانيين، وما زالت قطر تقوم بالاتصالات للوصول الى نتائج ايجابية.
عملية احتجاز الفتاتين مضى عليها اربعة اشهر تم احتجازهما خلال زيارتهما لشقيقتهما في حلب حيث امضتا 11 يوما في ضيافتها وبعد ان قررتا العودة الى لبنان وبعد ثلاث ساعات من خروجهما من منزل شقيقتهما تلقى احد انسباءهما اتصالا من جبهة النصرة عن حجز الشقيقتين ونقلهما الى منزل احد اقرباءهما في ريف حلب قبل اعادتهما الى لبنان وقد وصلت الشقيقتان من اسطنبول على متن طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط.

 

 

واعتقال ارهابي في عكار

جهاد نافع
وفي الانجازات ايضا قيام شعبة المعلومات في الامن العام اللبناني تمثل في القاء القبض على احد المفاصل الاساسية في خلايا داعش في طرابلس عمر غنوم وهو احد الحلقات التي تم فكفكتها على يد الامن العام اللبناني مؤخرا في اطار مواجهته للارهاب التكفيري المرتبط بتنظيم داعش والنصرة.
عمر غنوم الذي اوقفه الامن العام يوم امس هو احد الناشطين في دار القرآن والسنة في ابي سمراء ومقرب من احد أمراء داعش (م.ب)المقيم حاليا في استراليا،وانشأ فرعا لدار القرآن والسنة في القبة الذي اشرف عليه (م.أ)الذي القي القبض عليه منذ مدة و(خ.ب)الذي اوقف ايضا منذ مدة .
وكان غنوم ناشطا باتجاه عرسال وجرودها التي زارها مرات عدة،وتوارى غنوم عن الانظار منذ وقوع افراد خليته بقبضة الامن العام وحصل غنوم على هبات مالية عديدة من استراليا منذ عدة اشهر وعن طريق قيادات داعشية فانشأ مستوصفا صحيا في القبة بهدف استقطاب المواطنين حول مشروعه «الجهادي» الارهابي ..
هذه العمليات المتواصلة في مواجهة الخلايا التكفيرية تركت ردود فعل ايجابية وارتياحا في الشارع الطرابلسي خاصة والشمالي عامة سيما وان شائعات تسود الشمال عن انتشار خلايا داعشية تنتظر اشارات خارجية للبدء باعمالها الارهابية التخريبة في الشمال.