كشف محمد علي سبحاني سفير حكومة الرئيس محمد خاتمي لدى بيروت ، عن تأثير السياسات الإيرانية على المنطقة، إذ يرى بأن إيران خلال السنوات الثمان التي حكمها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد اتجهت إلى تخويف البلدان العربية ، ممّا عكس على وضع شيعة العرب في المنطقة ، كما اتهمت إيران باستغلال ما تدفع المقاومة اللبنانية من تكاليف، على طاولة المفاوضات .
يقارن سبحاني خلال مقابلة مع صحيفة شرق الإيرانية بين سياسات إيران الإقليمية في عهد الإصلاحيين والمحافظين ، ويرى إنّ الإصلاحيين كانت لديهم دبلوماسية سياسية ومسالمة ، والمحافظين ليس لديهم إلا مجموعة من الشعارات المثالية .
يوضح سبحاني هذه الفكرة باستدعاء ما سمعه من الرئيس نبيه بري الذي كان مسروراً من علاقات الرئيس خاتمي الطيبة مع جميع الطوايف من السنة والدروز والشيعة ، وعمل لتطبيع العلاقات بين حركة أمل وحزب الله ، وقال للسفير الإيراني وقتها: إنّ الفرق بين سياسة إيران وسياسة سوريا في لبنان هو أنّ سوريا تتصرف کقطار يسير باتجاه واحد ويدسّ كل شيء أمامه، أما إيران كسيارة مرسيدس تسير وعندما تواجه مانعاً تتوقف وعندما يقتضي الوضع، تغير طريقها .
ويردف سبحاني إنّ السياسة الخارجية الإيرانية في عهد أحمدي نجاد كانت تشبه السياسة السورية .
وأشار سبحاني إلى نقطة مهمة للغاية وهي عبارة عن أنّ حكومة الرئيس خاتمي حاولت من أجل إدماج المقاومة في المجتمع اللبناني واتصالها بالمحتمع الدولي، وقال سبحاني : إنّ الوضع كان يختلف عمّا هو الآن ، إذ لم تكن المقاومة تدفع التكاليف وتقطف ثمارها الأخرون على طاولة المفاوضات!
والدليل على ذلك هو أنّ حزب الله كان يفاوض مع السلطات الغربية مباشرة ، وأمين عام الأمم المتحدة ذهب إلى بيروت والتقى بالسيد حسن نصرالله .
ويرى سبحاني إنّ إيران بعد مجيء الرئيس روحاني تحاول العودة إلى ما كانت عليه في عهد الرئيس خاتمي ، وبوجود الوزير محمد جواد ظريف تحاول استخدام امكاناتها وطاقاتها الذاتية من دون استغلال الآخرين، في إشارة إلى حلفاء إيران من أمثال حزب الله.
ويحمل السفير الإيراني السابق في لبنان حكومة الرئيس أحمدي نجاد مسؤولية تخويف المملكة السعودية، ودفعها إلى مواجهة إيران ، بينما العلاقات الإيرانية السعودية في عهد الرئيس خاتمي كانت في أفضل مستوياتها، إذ عقد الطرفان اتفاقاً أمنياً وما كانت السعودية خائفة من إيران.
ويعرب سبحاني عن أمله في إعادة تحسن العلاقات الإيرانية - السعودية، ويرى بأنّ خطر داعش يوفر أرضية مناسبة لإعادة العلاقات بينهما، حيث إن السعوديين ينتبهون لخطر داعش ، حالياً بالرغم من أنّهم ربما كان لهم دور في تكوين داعش ولكنهم ما كانوا وحيدين في إنشاء داعش ، فضلاً عن أنّ تحميل التقصير على عاتق الأخرين لن يحل المشاكل .
إن الدبلوماسية تُظهر قوتها في حل العُقد الشائكة.