ما أقدمت عليه الحكومة يوم أمس من وضع جدار إسمنتي عازل في ساحة رياض الصلح ، ليفصل بين السرايا من جهة وبين ساحة الإعتصام التي ضجّت بالشعب من جهة أخرى ، اختصر المشهد الاحتجاجي الذي غمر بيروت وأظهر تداعيات التظاهرات التي كانت بمثابة صرخة أطلقها اللبنانيون ...
هذا الجدار لم يحبط من عزيمة المعتصمين ولا من إرادتهم ولم يخفف من إندفاعهم بل على العكس إتجهوا إليه ليعبروا من خلاله فرسموا عليه وكتبوا الشعارات عن جميع أقطاب السياسية ...
فقد آن تصفية الحساب مع الحكومة ورئيسها و وزير داخليتها نهاد المشنوق ، فالمطالبة كانت بالإستقالة ثم الإستقالة ، غير أنّ السلطة المتمسكة بالحكم لم تسمع مطالب الشعب ، لتكن النتيجة واحدة سلام باق والمشنوق باق والحكومة باقية وجدار العار كما وصفه المحتجون يكشف عن ضعف المتدارين خلفه ، حيث أنّه وضع ليمنع صوت المواطن من الوصول لجماعة السراي ، والتي أمر رئيسها بإزالته بعد يوم من وضعه من قبل القوى الأمنية تجنباً لإعتداءات المتظاهرين الذين طالما كان تحركهم سلمي وهدفهم واحد حياة كريمة في وطن خالي من المحسوبيات .
إنتهت جلسة الحكومة كما الجلسات السابقة من دون أي حلول جذرية لوضع لبنان الذي سوف يصل إلى الهاوية بسبب الزعماء السياسين الذين همهم الأول والأخير مصالحهم فهل من رئيس منهم ينام من دون كهرباء وهل منهم من يشعر بوجع المواطن الفقير وبوجعه والذي دفع بالمواطن عبد الرحمن الجويدي (19 عاماً) بحرق نفسه في صيدا بسبب وضعه المعيشي "لأننا تعبنا من البلد ومن كل شيء لا كهربا ولا ماء ولا شغل ولا شي " بالتزامن مع الإحتجاجات في رياض الصلح وعدم نظر الدولة بحالته .
فأين الدولة أمام عبد الرحمن وغيره الذين يأسوا من حالة لبنان ووضعه المتأزم ووضع الشعب التي قامت دولته بدعسه وهو نائم والآن إستيقظ الشعب يداً بيد لإصلاح لبنان على أمل أن يبقى يقظ بوجه حكومته لإلى موعد تحقيق مطالبه