يا زمن الحسين !..
الله .. يا زمن الحسين !..
يا عبق العشق الملازم..
آن التبرعم الأول على أغصان الحياة ..
يا حليبا سُقيناه ..ويا ثوباً لبسناه .. ويا إرثاً حملناه ..
أيها الزمن الحبيب :
عرفتكَ مذ كنتُ صغيرا ..
عرفتُ الحسينَ والعباسَ وزينب ..
قرأتُ أسماءهم على الجدران المتّشحة بالسواد ..
عاينتُ شموخهم فوق الرايات الحمراء ..
ولطالما حملتُ البيرق مزهوّاً به,
وجبتُ الساحة مراراً, مباهياً أقراني بحمل اللواء ..
أخذتني إلى كربلاء دموع أمي ..
وعلى خدّيها رأيت الفرات ..
ما زلت أذكر جلستها وحيدةً على تلك الأريكة,
تسمع المصيبة المفجعة وتبكي بكاءً مرّاً ..
يا زمن الحسين:
أريد أن أدخلك من مرفأ الدمع في عينيّ أمي,
على مركب الولاء المشرع بالثبات,
فوق أمواج التزلزل والتبدّل الكوفيّة الوقحة,
أريد أن أكون مع الفقراء الذين استحبّوا الموت معك على حياة الذّل مع الطغاة ..
يا زمن الحسين :
أريد أن أعيشك كما عرفتك,
وأنتمي إليك كما انتميتُ طفلا ..
وها أنا اليوم آتٍ إليك, ألبس ثوب السواد المهيب,
تأخذني أمي بكفٍ حنون نحو أفقٍ أبدي الإحمرار ...
بقلم : الشيخ محمد أسعد قانصو