لفت رئيس لجنة "الحوار اللبناني - الفلسطيني"حسن منيمنة في تصريح له  الى انه "في الوقت الذي كانت فيه جهود الحكومة اللبنانية ووكالة "الاونروا" والسلطة الفلسطينية والفعاليات الشعبية تعمل على دعم حق الفلسطينيين في استمرار الخدمات التي تقدمها لهم الوكالة، عبر حث الدول المانحة على تأمين العجز الذي تعانيه موازنة الوكالة، والذي نجح بتأمين مبلغ 80 مليون دولار بما يكفل فتح مدارس "الأونروا" أمام أبنائنا في موعدها الطبيعي ومواصلة الخدمات الطبية والإغاثية، فوجئنا كما فوجئ الجميع بتحول مخيم عين الحلوة الى مسرح اشتباكات ضارية سرعان ما توسع نطاقها من الأحياء الداخلية للمخيم لتطال مواقع الجيش اللبناني والقوى الامنية وأحياء وشوارع مدينة صيدا"، لافتاً الى انه "أضطرت حالة الفلتان مع ما تخللها من رصاص قنص وانفجارات عشرات العائلات الى النزوح بأطفالها من المخيم باتجاه مناطق أكثر أمنا في أحياء التعمير والفيلات وصيدا، وعلى الرغم من النجاح في نزع فتيل التفجير الذي ساهمت في الوصول اليه فاعليات المخيم والمدينة والقوى الأمنية، إلا أن تكرار الأحداث الأمنية وأعمال الاغتيال وغيرها في المخيم بات يصيب المصلحتين الوطنية اللبنانية والفلسطينية في الصميم، إذ أنه يهدد حياة حوالى 80 ألف فلسطيني يعيشون في المخيم كما يهدد مدينة صيدا وسكانها، من هذا المنطلق أدعو كل القوى والفعاليات اللبنانية والفلسطينية الى البحث عن حلول مستدامة حقيقية لأمن المخيم ترفع عن الأهالي خطر هذا الانفلات الأمني الذي يتجدد تباعا، حتى بات احدى السمات الخاصة التي يعانيها المخيم ومعه محيطه ومدينة صيدا".  

ودعا منيمنة الجميع الى القيام بخطوات جدية وملموسة من أجل علاج حقيقي للوضع بما يحفظ للسكان حقهم في الحياة في بيوتهم، ويكفل أمنهم، ويقيهم مخاطر الاقتتال الذي يصيبهم في بيوتهم وطرقاتهم وأزقتهم ويدمر ممتلكاتهم ومصادر عيشهم، كما ينسحب على مدينة صيدا التي طالما احتضنت فلسطين وشعبها وقضيتها وقدمت الغالي والنفيس من أجل نصرتها، كما دعا سفارة فلسطين والفصائل كافة ومعها فاعليات مدينة صيدا والقوى الأمنية الى عقد مؤتمر وطني أو لقاء أو الشكل الذي يتم التوافق عليه، لمناقشة الوضع الأمني للمخيم بصراحة وشفافية بغية إيجاد الحلول التي تضمن عبور المخيم ومعه الشعبان الفلسطيني واللبناني هذه المرحلة السوداء، التي تكاد تطيح بكل المكتسبات التي تحققت عبر تضحيات لا تحصى ولا تعد، ووجدت ترجمتها في بناء علاقات سوية طبيعية مع الدولة والحكومة والشعب اللبناني".  

ولفت الى ان صيانة أمن المخيم هو مهمة عاجلة وملحة، إذ أن انفلات الوضع الامني وتكرار التفجيرات فيه يقود الى مزيد من الضحايا والاضرار، ويفتح على دوامة اقتتال أهلي مدمر تفيد منه إسرائيل وكل الذين يضمرون شرا للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ولطموحه أجياله بالعودة وتحرير أرضه.