بعد مضي أسابيع من قيام موظفي بلدية طهران في الأسبوع الماضي بهدم المصلى الوحيد لأهل السنة في العاصمة الإيرانية طهران ، قال مستشار الرئيس روحاني في شؤون القوميات والأقليات، الشيخ علي يونسي ، إنّ جميع المسؤولين الكبار ومنهم الرئيس روحاني مستاءون من هدم مصلى أهل السنة .
وأعرب يونسي عن أمله بتسوية الملف بمساعدة من المسؤولين محذّراً أهل السنة من تحويل مطالبهم من الدينية إلى السياسية منبهاً بأنّ هناك أيادٍ تحاول لتسييس هذا الموضوع .
هذا ويبدو إنّ موضوع مصلى أهل السنة قد تم تسييسه عند ما قام موظفو بلدية طهران بهدمه ، بحجة أن المبنى كان سكنياً تمّ تحويله إلى مكان للعبادة ، وهذه الحجة بالرغم من أنّها صحيحة ولكن لا تقوم البلدية بهدم مباني وشقق سكنية تمّ تحويلها إلى مراكز تجارية وما شابه ذلك.
فضلاً عن أنّ هذا المصلى ، كان عامراً منذ سنوات ولم يتعرض للهدم إلا بعض التضييقات.
أثار هدم مصلى السنة الوحيد في طهران ، استياء كثيرين في الداخل والخارج من السنة والشيعة، ومنهم المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ، التي ترى أنّ هذا الحادث المدان ، مثير للشكوك . وأرسل حينها مولوي عبد الحميد اسماعيل زهي زعيم أهل السنة الأحناف في شرق إيران، أرسل رسالة مفتوحة إلى مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله خامنئي ، اعتبر فيها أنّ هدم المصلى الوحيد لأهل السنة في طهران ، جرحت مشاعر أهل السنة في إيران بل المسلمين في العالم .
وحذر مولوي اسماعيل زهي من تداعيات هكذا تصرفات عنيفة ومثيرة للإختلاف ومخيبة لأهل السنة، في ظل احتدام التطرف والتكفير والعنف والتفرقة في العالم الإسلامي الذي يحتاج إلى الهدوء والتسامح ، مضيفاً بأنّ أهل السنة لم يكونوا يتوقعون هذا التصرف .
واتهم مولوي إسماعيل زهي حكومة الرئيس روحاني بعدم السعي من أجل منع هدم المصلى .
الاتهام الذي وجّهه مولوي عبد الحميد للرئيس روحاني فور هدم المصلى ، أثلج على قلوب معارضي الرئيس روحاني ، إذ إنهم يريدون إقصاء أهل السنة من حول روحاني ، ويراهنون على إقصائهم من حوله، ولن ننسى مولوي عبد الحميد هو من أول المهنئين للرئيس روحاني بعد فوزه في الإنتخابات الرئاسية عام 2013 ذكّر الرئيس بأنه في انتصاره مدين لأهل السنة التي صوّتت أغلبيتها الساحقة لصالحه، حيث وجدوه ديمقراطياً وحدوياً.
ولكن الإنصاف يقتضي القول بأنّ الأيادي التي تقف وراء هدم مصلى السنة، لا تريد التفرقة بين السنة والشيعة، وإنما تريد تيئيس أهل السنة من الرئيس روحاني، كما إنها تريد تيئيس الشعب من الرئيس خاصة بعد انتصاره التاريخي في تسويه الملف النووي.