المتظاهرون في الشارع باقون الى اجل غير محدد بعد، ربما حتى استقالة الحكومة، لكن هذا المطلب الذي ادرجته حملة "طلعت ريحتكم" في سلم مطالبها الجديد امس، دونه عقبات انهيار آخر المؤسسات الدستورية الباقية، كما عدم اجماع المتظاهرين على هذا المطلب، في وقت دعت الحملة الى مناصرتها في كل المناطق اللبنانية بتحركات موازية. أما خلاصة اليوم الطويل الذي تبدّلت مشهديته ليلاً مع كرّ وفرّ متواصلين، فعشرات الجرحى في عداد المتظاهرين و36 جريحًا في صفوف قوى الأمن أحدهم إصابته خطيرة.

من هنا أكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، أن "ما حدث (السبت)، لا نستطيع إلا أن نتحمل مسؤوليته، خصوصا في ما يتعلق باستعمال القوة المفرطة مع هيئات المجتمع المدني"، جازما أن ذلك "لن يمر دون محاسبة، فكل مسؤول سيحاسب، وانا من موقعي لن أغطي احدا"، لافتا إلى أن "ما حصل البارحة ليس ابن ساعته، بل هو تراكم لقصور ولتعثر ولغياب نعيشه ونتحمله".
وتابع: "نحن مقبلون على وضع مالي قد يذهب بلبنان الى تصنيفه من الدول الفاشلة، ولن اكون شريكا في هذا الانهيار".
وعلى اثر هذا الموقف أصدر منظمو تظاهرة "طلعت ريحتكم" بياناً، عقب لقائهم رئيس الحكومة تمام سلام، طالبوا فيه "بالمحاسبة الفورية على المعتدين على المعتصمين". وأضافوا: "أكدنا للرئيس سلام أن صبرنا نفد مما قد يتحمله أي شعب، من انتشار للنفايات وانقطاع التيار الكهربائي"، داعين إياه إلى الرحيل.

وفي السياق دعا الرئيس العماد ميشال سليمان الشبان والشابات وقوى الامن لـ"الاقتداء بالتصرف الذي حصل في تظاهرات شباط وآذار ٢٠٠٥"، على أن يكون المطلب الأساسي "إنتخابات رئاسية"، تؤدي فوراً الى استقالة الحكومة وتليها انتخابات نيابية. هكذا يكون التغيير الحقيقي، لأن المشكلة تكمن في الطبقة السياسية التي مددت لنفسها.
كما أكد الرئيس سعد الحريري دعمه لموقف رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في مؤتمره الصحافي اليوم، ودعوته الصريحة لتفعيل عمل الحكومة، ومعالجة الاستحقاقات الداهمة وفي مقدمها مشكلة النفايات. ودان اي شكل من أشكال الإفراط الأمني في مواجهة التظاهرات السلمية، منبها من محاولات استدراج البلاد الى الفوضى والمجهول.
فيما أعلن وزير البيئة محمد المشنوق تقديم موعد فض عروض المناقصات من مساء الثلثاء بعد غد الى بعد ظهر اليوم الاثنين في الرابع والعشرين من آب 2015".
وفي موقف اعلن فيه دعمه لرئيس الحكومة قال النائب وليد جنبلاط: " يحق لمجموعة "طلعت ريحتكم" أن ترفع الصوت إزاء تفاقم الأزمات السياسية والإجتماعية والمعيشية، ولكن حذار من استغلال قوى التعطيل لهذا التحرك".