أوضح وزير العدل أشرف ريفي “إن الاعتراض المحقّ في هذه الأزمة، شيء، والمطالبة بإسقاط النظام شيء آخر”، لافتاً الى ان “إسقاط الحكومة في هذه اللحظة السياسية يعني إسقاط آخر كيان دستوري شرعي ويعني دخول لبنان في المجهول.”

وأكد ريفي في كلمة له باحياء الذكرى السنوية الثانية على تفجيري مسجدي التقوى والسلام في معرض رشيد كرامي الدولي إنّ “واجبنا الوطني أن نحمي الشرعية حتى الوصول بالوطن إلى برّ الأمان”، مشيراً الى اننا “نحمي لبنان من مطامع إيران وحزب الله الذي يريد تعويض خسائره في سوريا بتعديل موازين القوى لمصلحة الفوضى وإسقاط اتفاق الطائف”.

وأضاف:”نقول للمعطلين: إنكم واهمون إذا اعتقدتم أنكم تستطيعون أن تفصّلوا البلد على قياس سلاحكم”، مشدداً على ان “لبنان لن يكون إلا على صورة تطلعات اللبنانيين الشرفاء، وطن المحبة والتآلف والعيش المشترك.”
ورآى ريفي انه “يحقّ لنا في ظل هذه الأزمة، بأن نسأل: لماذا التلاعب بالمؤسسة العسكرية؟ وهل يقبل المنطق والضمير أن يتم العبث بسلامة هذه المؤسسة.”

وتسائل:”هل بات على لبنان أن يدفع فاتورة الأهواء العائلية لهذا الطرف الذي يخوض معركته من دون قفازات، لتأمين مصالح العائلة ولو على حساب البلد؟، لقد كنا أمام سياسة، أنا أو لا أحد، واليوم أصبحنا أمام سياسة أنا والعائلة أو لا أحد، : لهؤلاء نقول: أبعدوا الجيش اللبناني والمؤسسات الوطنية الأمنية عن مطامعكم الشخصية، فهي المؤسسات التي نراهن عليها، لحفظ الأمن وضمان الاستقلال.”

وتابع:”في ذكرى تفجير المسجدين، لا بد من التأكيد على تحقيق العدالة للجميع، بدون استنسابية أو انتقائية، فالعدالة الاستنسابية هي اللا عدالة.”، معتبراً انني “حرصت منذ تسلّمي وزارة العدل، وكما توافقنا وإياكم، على إحالة ملف تفجير المسجدين إلى المجلس العدلي، ضماناً لتحقيق العدالة التي نطمح، وأحلنا كافة ملفات التفجيرات الإرهابية المشابهة إلى المجلس العدلي، سواءً التي استهدفت أهلنا في الضاحية الجنوبية أو البقاع أو جبل محسن”.

وأردف:”نحن ننظر إلى لبنان كوطن لجميع اللبنانيين، وهم متساوون في الحقوق والواجبات، هكذا برأينا يكون الوطن، وهكذا تكون المسؤولية الوطنية، واليوم أجدّد التأكيد من موقعي على الاستمرار بالعمل والسعي لتطبيق العدالة، ولن نتراجع عن المطالبة بمحاكمة قتلة الشهداء، وفي مقدّمتهم قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقتلة شهداء ثورة الأرز، وشهداء تفجير مسجدي السلام والتقوى وشهداء كافة الجرائم الإرهابية.”

وإعتبر ريفي: “أن الآتي من الأيام سيثبت أن المجرمين الكبار والصغار سيُقتادون إلى المحاكمة وسيُحاسبون، فالعدالة آتية مهما طال الزمن ومهما امتلك المجرمون”.

ووجه “التحية لشهداء مسجدي السلام والتقوى، التحية لأهلهم فرداً فرداً، الشفاء لجرحى هذه الجريمة الإرهابية. التحية لكل شهيدٍ أو جريحٍ استُشهد”،م مختتماً حديثه بـ”عاشت طرابلس مدينة السلام والتقوى والعيش المشترك، عاش لبنان وطناً لكل اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، عاش لبنان سيداً حراً مستقلاً.”