لا يزال الملف الحكومي معقداً في غياب اية مبادرات واضحة لحل مشكلة التعيينات الامنية التي يطالب بها "التيار الوطني الحر" قبل العودة الى استئناف "الانتاجية" الحكومية، فيما يرفض تيار "المستقبل" التشريع والتعيينات ومعه مسيحيو 14 آذار قبل التوافق على اسم رئيس للجمهورية لتسميته رئيساً. امام هذا الواقع من التعطيل الحكومي والشلل المجلسي اطلت ازمة النفايات برأسها مجدداً لتنقل من اروقة اللجنة الوزارية المكلفة متابعة الملف الى الشارع من حملة "طلعت ريحتكم"التي تحشد لتظاهرة كبيرة اليوم في بيروت، الى الاعتراض الطرابلسي سياسياً وشعبياً والذي بدأ يتسع امس امام الشاحنات المعبأة بالنفايات والتي تجلب من مناطق بعيدة لترمى في طرابلس ومناطقها.
حكومياً ورغم السوداوية التي باتت تعكسها المواقف وبسبب "كمية التشاؤم" التي ضخها في المشهد السياسي امس الاول عدم انعقاد مجلس الوزراء، رشحت معلومات عن اتجاه رئيس الحكومة تمام سلام الى توجيه دعوة الى المجلس للانعقاد الاسبوع المقبل وبـ"ميني" جدول اعمال سيتضمن ملفات ضرورية وملحة ابرزها ازمة النفايات المفترض ان تكون نتائج مناقصاتها صدرت الثلاثاء المقبل كما وعد وزير البيئة محمد المشنوق، والهبات والقروض التي تحتاج اقرارا ورواتب موظفي القطاع العام اعتبارا من الشهر المقبل. لكن معلومات صحافية اخرى اوضحت ان الرئيس سلام يتريث في توجيه الدعوة في إنتظار نتيجة الاتصالات التي يبذلها العاملون على خط الوساطات في الساعات المقبلة. وترجح مصادر وزارية اخرى احتمال انعقاد الحكومة لبت ملف النفايات بعد إجتماع اللجنة الوزارية لفض العروض الثلاثاء لا سيما ان هناك اجواء توحي بتأزم اضافي بملف النفايات في الساعات المقبلة التي تسبق موعد اعلان المناقصات لاسيما في بيروت والضواحي بعدما تردد ان شركة سوكلين ستوقف عمليات الجمع والكنس ونقل النفايات، وسط خشية من تسلل الخلاف السياسي الى فريق المراقبين الذي يقيم المناقصات في الملف.
وفيما غابت الحركة السياسية عن الساحة الداخلية في شكل شبه كامل اليوم، خرقت زيارة امين سر تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان، معراب، موفدا من الجنرال عون، وحيدة رتابة الصورة. وفي موقف يدل الى نظرة تكاد تكون متماهية بين الحزبين لمسألة "التشريع"، لفت كنعان بعيد لقائه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى ان "التيار" و"القوات" مع عمل مجلس النواب تحت سقف التفاهم على الاولويات في ظل الشغور الرئاسي"، مشدداً على أن "على الممتعضين من مشاريع التوافق بين المسيحيين وداخل احزابهم التحّمل اكثر في المرحلة المقبلة لاننا مقتنعون بأنّ في الاتحاد قوة". 
على صعيد آخر، استمرت التحقيقات مع أحمد الاسير في مديرية المخابرات منذ امس الاول ، حيث لا ينفك الشيخ السلفي يكرر أنه "المدافع الاول عن اهل السنة"، وانه يريد مقاتلة "حزب الله"، ويهاجم بعنف آل الحريري .