أولاً من هم حراس المدينة ؟!
هم مجموعة من الشباب تطوعوا لحماية طرابلس من النفايات المتوجهة إليها ، وبعد تواصلنا معهم ، أخبرونا أن فكرة الحراسة تبلورت حينما تم رصد شاحنتين تحملان النفايات وقد إعترف السائقان أنهما قادمان من "جونية" ...
وقبل البدء بتفاصيل هذه الخطوة أوضح لموقعنا عمر السيد وهو من ناشطي هذه الفكرة ومن الذين اقترحوا هذه التسمية ، أنّ القصة ليست مناطقية وليست ضد جونية ، وأضاف : " أهل جونية أهلنا ولا يرضون لنا الأذية ، غير أنّ بلديتهم و رئيسها الذي يفخر أنها البلدية الأولى في رفع النفايات قام بتجاوز كل القيم و الأعراف و القوانين ، و حتى الاديان لا تسمح بالذي قام به "
أما عن فكرة "حراس المدينة" فقد أطلقها سميح الحلواني مع عدد من الشبان الغيورين على طرابلس وبيئتها ، وهي حملة بدأت عبر مواقع التواصل الإجتماعي ثم تحققت منذ يومين على الأرض ، وبحسب عمر السيد ففي البداية كان عدد المهتمين بالحملة 10 أشخاص ليصل عند الإعلان عنها إلى 55 ، أما اليوم فهم تجاوزوا المئتين ..
هذا وما زال يتطوع شبان جدد للمشاركة بحراسة طرابلس .
وفي تفاصيل الحملة ففي الليلة الأولى حيث كان العدد (55) توزع الناشطون على ستة مراكز ثابتة وثلاثة مراكز متنقلة ، أما يوم أمس ومع تضاعف وتزايد العدد توزعوا على اثني عشر مركزاً ثابتاً إضافة إلى عدد من المراكز المتنقلة .
أما عن التمويل وعن الشباب ، فقد أكد عمر السيد أنهم شبان يقومون بعمل تطوعي ولا يتلقون أجراً ، ويتقاسمون فيما بينهم تكلفة الحراسة من بنزين وخلافه ...
مشيراً إلى أنه وصل إليهم بعض المساعدات الرمزية من شبان خارج لبنان أرادوا المساعدة ، وهي عينية ، من مصابيح وسترات الفوسفريك ..
وعن المراكز التي اختاروها للحراسة وكيفية إدارتها ، فهي تبدأ من مستديرة المنار مروراً بمستديرة السلام و مستديرة الميناء فمستديرة نهر أبو علي إضافة إلى عدد من الطرق الفرعية التي يمكن أن تسلكها الشاحنات ، وينقسم الشبان كل ثلاثة داخل سيارة ( لا معرفة تجمعهم مسبقاً) ، ومنهم من يستخدم دراجته النارية .
هذا وأكد عمر أنّ التحرك سلمي وأنّ الشبان الموجودون على الطرقات يوقعون تعهداً بعدم التعرض إلى سائقي الشاحنات بأي لفظٍ نابي و عدم حمل أي سلاح او أداة حادة او عصي و خلافه ، منوهاً أنّ هذا من أهم شروط المشاركة في الحملة ..
مضيفاً أنّ بعض المراكز اقترحت تقديم زجاجات مياه لأصحاب الشاحنات التي يتم التعاطي معها ...
هذا كان حوارنا مع أحد أفراد حملة " حراس المدينة " ، وهنا لا أستطيع غير أنّ أجري مقارنة سريعة بين الوعي الشبابي لمنظمي هذه الحملة ، والأداء السياسي الضعيف الذي أظهره محافظ المدينة في التعاطي مع هذا الملف ...
ففي حين هو أظهر عجزه بالحل بل لم يخجل من الطلب من الهيئات المدنية أن تحمل السلاح !!!
نرى الشباب كيف تعاطوا مع الأمر بحكمة ونظموا دوريات حراسة سلمية همها طرابلس أولاً وأخيراً ...