في خضم أزمة النفايات التي تعاني منها معظم مدن لبنان منذ أكثر من شهر، حيث إجتاحت الشوارع وإنتشرت الروائح الكريهة، كاشفةً معها عن حال الفساد الذي تعاني منه الدولة اللبنانية بكافة مؤسساتها، واللامسؤولية تجاه حياة المواطنين، قررت بلدية بعلبك العمل بمعمل معالجة النفايات الشهر القادم.
بعد طول إنتظار وإنتشار المكبات العشوائية ولا سيما مكب الكيال، وما تفرزه من إنبعاثات وسموم وروائح كريهة نتيجة الحرق، وقعت بلدية بعلبك في العاشر من الشهر الجاري مع صاحب شركة الجهاد للهندسة والمقاولات جهاد العرب عقد تشغيل معمل معالجة النفايات { فرز وتسبيخ} في منطقة بعلبك الهرمل لمدة ثلاث سنوات، على أن يتم تمويل التشغيل والصيانة من الموازنة العامة للدولة عبر وزارة شؤون التنمية الإدارية بتكلفة 25 دولار للطن الواحد،أما القدرة الإستيعابية للمعمل تبلغ 250 طن من النفايات في اليوم وتشمل كافة المناطق والبلدات الواقعة ضمن نطاق المحافظة.
غير أنّ أمل بلديات بعلبك الهرمل في حلّ تلك المشكلة بقي منقوصاً لعدة أسباب، أولها عدم توفر مطمر صحي للمعمل بسبب نقص التمويل ، لكن الإتحاد الأوروبي منح البلدية هبة بقيمة خمسة ملايين يورو، لإنشاء مطمر صحي وذلك خلال زيارة سفيرة الإتحاد الأوروبي في لبنان أنجيلينا إيخهورست ومديرة المفوضية الأوروبية بعلبك أواخر العام 2014، ورغم ذلك فالمطمر لم ينجز بعد والسبب عدم موافقة الحكومة اللبنانية إلى الآن على الهبة بحسب أحد المطلعين على الملف، والسبب الآخر هو زيادة نسبة النفايات في بعلبك بنسبة 50% بسبب عدد النازحين السوريين في المدينة والذي يقارب 60 ألف نسمة.
وعليه فإن بدء العمل بالمعمل منتصف أيلول المقبل على أن يستقبل نفايات مدينة بعلبك وحدها، إلى حين الإنتهاء من إنشاء المطمر الصحي،وعليه أيضاً يبقى على بلديات بعلبك الهرمل الأخرى الإنتظار مجدداً لحين الإنتهاء من إنشاء المطمر.
ويبقى أن تبدأ بلديات المنطقة ومعها لبنان أيضاً بمبادرات خاصة للتخلص من النفايات ضمن نطاق صلاحياتها في ظل عجز التوافق السياسي على هذه الأزمة النتنة.