مرّ الخميس الحكومي امس من دون جلسة لمجلس الوزراء في ظل استنفار سياسي لم يسفر عن شيء حتى اللحظة الا مزيدا من التعطيل للمؤسسات والدستور، الا ان زوار رئيس الحكومة تمام سلام يؤكدون ان الصورة القاتمة التي يعكسها واقع الحال السياسي في ظل شلل المؤسسات واصطدام المساعي بعقبات من اكثر من جهة سياسية، لا تعني بالضرورة انسداد الافق امام الحراك الهادف الى اعادة تفعيل مؤسسات الدولة، وأن الشق الظاهر للعلن ليس هو مجمل ما يدور من مشاورات واتصالات تأخذ مداها لتحقيق الهدف بدقة، كما نقلت عنهم "المركزية"، وتكشف المعلومات ان سلام عازم في حال استمرار الوضع على ما هو عليه على اصدار بعض المراسيم التي تتسم بصفة الضرورة والالحاح، لا سيما ما يتصل منها بالأوضاع الحياتية والاجتماعية والمالية، وقد تأمنت ظروف ومقتضيات صدورها، الا انه ما زال يفضل التريث حتى اللحظات الاخيرة قبل تحويلها الى أمر واقع.
وفي تصريح يصب في هذا السياق، اعتبر وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور بعد لقائه الرئيس ميشال سليمان، ان "الامور لم تعد تحتمل المراوحة وقد تجاوزنا الخط الاحمر وبتنا في دائرة الخطر على كل الصعد. لذلك آن الأوان لحسم ما، وأعتقد ان رئيس الحكومة يتجه الى هكذا أمر، لا أعرف ما هو القرار الذي يمكن ان يأخذه، ولكن اي قرار سيتخذه سيلاقي كل الدعم من اللقاء الديمقراطي ليس لأي أمر الا لأنه بات من المستحيل ان نستمر في الوضع الحالي من التعطيل والمراوحة. إما هناك حكومة أو لا، وإذا كانت هناك حكومة فإما تعمل او تستقيل وتصبح غير موجودة".
على صعيد آخر، خرجت انتخابات التيار الوطني الحر الى العلن امس، وأفادت المعلومات عن الاتفاق على الاتيان بجبران باسيل رئيساً للتيار على ان يختار العماد ميشال عون نائبي الرئيس وأن يعكسا التوافق الذي حصل. 
هذا وصرّح العماد عون خلال لقاء في الرابية لناشطي التيار الوطني الحر حضره وزير الخارجية جبران باسيل والنائب آلان عون قائلا: "الاتفاق المتعلق بانتخابات التيار جاء بناءً على رغبة الاكثرية وأنا أباركه وأشجعه وانا ضمانتكم ووصيتي لكم أن تكونوا ضمانة بعضكم بعضاً". وأضاف: "لم نمنع أحداً من الترشح ولن نفعل وهذا أمر مهم جداً".
وفي دعم جديد من حزب الله للعماد عون شددت كتلة الوفاء للمقاومة امس على ان "سياسة الاقصاء والعزل للتيار الوطني الحر وللمكون الاساسي الذي يمثله في البلاد أخذت ترتد سلبا على أصحابها وتزيد من شلل الدولة ومؤسساتها ومواقع القرار فيها مع ما يرتبه ذلك من تهديد للاستقرار الداخلي وإقفال لأبواب التفاهمات والمعالجات".